مختارات الرسالة الأخيرة
يبدو لي، من المهم جداً، أنْ أوضح أنًّ النقد بحد ذاته، حتى في الحالات التي يكون فيها شديد الصرامة والصواب، لا يمكن له التوصل إلى استنفاد ظاهرة الإبداع وتفسيرها بشموليتها.
فهناك، على الدوام، في الرواية أو القصيدة الناجمة، عنصر أو بعد لا يمكن للتحليل النقدي العقلاني أن يمسك به، لأنّ النقد هو تمرين للعقل والذكاء. وبينما يتدخل في الإبداع الأدبيّ، وبصورة حاسمة أحياناً، إضافة إلى هذين العاملين، الحدس الحساسية والتخمين، وحتى المصادفة، وهي عوامل تفلت دائماً من أكثر شباك البحث النقدي دقة. لهذا لا يمكن لأحدٍ أن يعلم أحداً الإبداع. وأقصى ما يمكن تعليمه هو القراءة والكتابة. وما يبقى يعلّمه المرء لنفسه بنفسه، وهو يتعثر، ويسقط وينهض دون توقف.
صديقي العزيز: إنني أحاول أن أقول لك أن تنسى كل ما قرأته في رسائلي، حول الشكل الروائي، وأن تبدأ، دفعة واحدة، بكتابة الروايات.
■ ماريو بارغاس يوسا
«رسائل إلى روائي شاب»