مسرحية (الرحيل رقم 1) كمية كبيرة من البهرجة لا تتناسب مع شح المعنى
قدمت فرقة رحيل، على مسرح مدينة المعارض، عرضاً بعنوان(رحيل رقم 1)، وقد تولى أنس كنعان كتابة النص وإخراجه وأداء الدور الرئيسي، بمشاركة الممثلين:آنا غومث، هلا الصياصنة،ملك الشنواني, هنا محمد، مازن عباس، نورس الكفري، وائل قدللو.
يبدأ العرض برجل يعلق نفسه على مشنقة، فوق كرسي من الخيرزان، وحينما ينهي مونولوج يأسه، تدخل زوجته،وتدفعه بقوة، رغبةً منها في تسريع موته، لكنها،وعن غير قصد، تقوم بإنقاذه، حيث يسقط أرضاً هو والكرسي وحبل المشتقة، فيما بعد سنرى الرجل والمرأة نفسيهما في حالات عبث، كأن يقوم بفك الخيوط التي تنسجها، لأنه يريد تبديل أمكنة الألوان، وسنرى،كذلك، ثنائيات أخرى،يمثل كل منها رجل وامرأة في قمة عدم الانسجام، بحيث تتخلل تلك المشاهد لوحات راقصة، تشتغل على فكرة الظلال، والخلفيات، أكثر من الأشخاص، من خلال برجكتورات في مقدمة المنصة، ليبدو البشر أشباحا...
ما عدا ذلك لم نفهم شيئا.. لا تناوب الفصحى والعامية في الحوارات، خاصة وأن الفصيح منها حاول توصيل فلسفة فائضة،كان بالإمكان قولها درامياً،ولا الإعاقات الجسدية، ولا أن تدوس امرأة على رجل، ولا مجانية مشهد المرأة التي تنتف بتلات وردة لتعرف أنه لا يحبها،مع أنها تعرف، ومع الورد يقول أنه لا يحبها، ولا ربط الرجل والمرأة بمشنقة، مع أن كلا منهما يريد الذهاب باتجاه..
لو قلنا المشكلة في النص، وجدناه صنيع أنس كنعان، ولو ذهبنا على أنها في الإخراج لوجدناه أنه أيضا المسؤول، لذا يمكن القول إن فكرة العمل لم تنضج بشكل كامل، لتتحول إلى رؤية واضحة للعلاقات الإنسانية، وخيارات الشخصيات...
هناك بهرجة، إبهار، تغريب، أكثر مما كان يمكن أن يكون هناك من معنى.