السينما في خدمة «اليانكي».. فيلم (300).. ونمطية «الآخر الشرير»
يقتحم فيلم (300) – أحد أحدث الأفلام الهوليودية- دور السينما العالمية اليوم بقوة مهدت لها الميديا الغربية بوصف الفيلم واحداً من أروع ما أنتجته السينما وأكثرها كمالاً..
الفيلم يتحدث عن مدينة «إسبرطة المقدسة» ورجالها الجبابرة المدربين وفق نظام تدريب يدعى «أغوغي»، ينغمسون فيه من عمر السابعة، حيث يتعلم المحارب، ألا يتراجع، وألا يستسلم، وألا يشعر بالألم، وألا يخاف من أعدائه مهما بلغوا من قوة، وعليه فإن المجد المعظم يتجسد في أن يعيش ذلك المحارب فقط، للموت دفاعاً عن إسبرطة..
يدافع ثلاثمئة مقاتل من هؤلاء الرجال بقيادة مليكهم «ليوناديس» ضد جحافل الفرس وقائدهم «زيركسيس» الذي حاول احتلال بلاد الإغريق متوجاً نفسه ملك الملوك وإله الآلهة، الأول والأخير.
يجري القتال بعيدا عن إسبرطة، بعنف شديد، ألوف مؤلفة من مقاتلي ووحوش ومسوخ الفرس ضد 300 مقاتل إسبرطي فقط..
جرى تصوير الفيلم بأكمله تقريباً في استديوهات هوليود بتقنيات وحركات عالية الجودة من الـ (Animation) التي يمكن للقطة مدتها ثانية واحدة، أن تستغرق أياماً، من جهد عشرات التقنيين..
قد يتدفق الأدرينالين في خلاياك من قوة الاسبرطيين، في مشاهد الـ (Slowmotion ) ضمن المعارك، وقد تعجب بقوتهم، ولباسهم، وخوذهم، وبينياتهم الجسدية المتينة، وشجاعتهم الأسطورية، ولكن، بالتأكيد، ستصاب بالغثيان من وجوه الغزاة الفارسيين القبيحة، ولأنك من مجتمع شرقي بطبيعة الحال سيقرفك ملك الملوك زيركسيس بهيئته التي تؤكد أنه شاذ جنسياً....
هناك أسئلة كثيرة قد تتوارد لذهنك إن نظرت إلى ما وراء الفيلم، وحاولت أن تجري بعض الإسقاطات البسيطة على مانعيشه اليوم:
● لماذا جرى تصنيع الفيلم بهذا التوقيت بالذات؟؟
● لماذا وزع على أسواق العالم بهذه السرعة (بعد أسبوع واحد فقط من أول عرض له في صالات العرض الأمريكية)؟؟
● لماذا يرتدي الكثير من الفرس زي المحاربين العرب؟؟
● لماذا كان معظم جنود الفرس عبارة عن حثالة وجبناء، والإصرار على إبرازهم كعبيد لملكهم؟؟
● لماذا يجري تصوير الفرس بهيئات مقرفة جداً، وإظهارهم على أنهم متوحشون ومتعطشون جداً للدماء لمجرد الرغبة في التملك والقتل؟؟
● ثم من هم الفرس في زمننا؟؟
لست ممن يعيشون «نظرية المؤامرة»، ولكني أسألكم عن أمور بحاجة لتفسير....
■ اسماعيل سويلم
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.