اصدارات جديدة
خطوط العمر الحمراء
في مجموعتها القصصية الأولى (خطوط العمر الحمراء) الصادرة حديثاً عن دار الينابيع بدمشق، تكتب سناء عون قصصاً عن عالم المرأة المنهوب، وخصوصيتها المنتهكة، في مجتمع ذكوري مملوء بالخطوط الحمراء التي تتوزّع بين العيب و الحرام.
تتميز هذه القاصة الشابة بنفس سردي طويل، حيث تمتد القصة على صفحات وصفحات، غالباً ما يكون متلبساً ضمير المتكلم.
تقع عون في حيرة البداية، فتجدها تسهب كثيراً في الوصف، وتقسر لغتها وشخوصها في محاولة عاثرة لكتابة نص يمتثل للفكر النسوي، ومن جهة الشكل تراوح النصوص في منطقة لا تتأثر بمعطيات الحداثة وتقنياتها.
نقتطف من قصة (توابيت لشخص واحد): (كنتُ على وشك النسيان ومحاربة الماضي، والعيش بأمان، حتى التقيت ذلك الفنان، راح يتحدث عن الوطن الذي هجره من سنين بعيدة، معطوباً مثلي، وعلى الرغم من هذا جلس يبكي مرتع طفولته كالصبيان).
ب.ب.ب
قد توحي هذه الباءات الثلاث باسم محل مخصص للألبسة الولادية، لكنها تنحو أبعد من ذلك في اقتراح عنوان كتاب غير مسبوق بالأحرف فقط، من شاعر شديد الخصوصية كعباس بيضون.
الباء الأولى باريس، الثانية برلين، الثالثة بيروت.. والقصائد حصيلة معايشة دموية لهذه المدن. أما الكتاب فهو الحادي عشر في رصيد بيضون الشعري، الذي سبق وقدم أعمالاً هامة مثل (نقد الألم) و(لمريض هو الأمل)، في أسلوبه الخاص الذي ما يزال خاضعاً في مختبره الاستثنائي.
للقارئ نختار قصيدة قصيرة هي (كلمة عربية):
للخادمة اسم آخر بالألمانية لا أعرفه: هي بالتأكيد تقول عن قمامتي إنها لا تعرفها.
حيث أرى الأوراق الصغيرة تتطاير فوقي أقول ما جدوى أن تفهم. ما جدوى أن أسمع كلمة عربية في هذا المطر الذي يسمع بكل اللغات.