«ذئب متربص»: القصيدة السينمائية
فنان شامل هو المخرج الإيراني عباس كياروستمي، صاحب الأفلام الكبيرة في السينما الإيرانية: «أين بيت صديقي؟»(1992) و«وطعم الكرز»(1997) (الذي نال عنه جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان) و«ستحملنا الريح»(1999).
فبالإضافة إلى صناعته لروائع سينمائية هو مصور فوتوغرافي ورسّام... وشاعر أيضاً، كتب شعراً ونشره. مجموعته الشعرية الأولى «المشي في الريح» (2004)، وها هي تصدر ترجمة عربية بتوقيع ماهر جمو لمجموعته الجديدة «ذئب متربص» عن المؤسسة العامة للسينما ضمن سلسلة «الفن السابع».
تحمل مجموعة «ذئب متربص» عنواناً فرعياً هو «300 لقطة سينما شعرية» مما يشي بعوالم القصائد المكتوبة حسب تقاليد شعرية الهايكو الياباني/ ممزوجة بروح رباعيات الخيام، وإحساس إنسان اللحظة. أو هي كما يكتب الشاعر والناقد بندر عبد الحميد في مقدمة الكتاب: «إن كياروستمي، كما كان يفعل برسون، يغني أفكاره بالحذف والتقشير، وليس بالإضافة والحشو، ليقدم خلاصة تجربة شعرية سينمائية في فن الرؤية، حيث تلتقي الصورة الشعرية والصورة السينمائية في جدارية واحدة».
من القصائد ـ الصور التي تتحرك وتتفاعل تخلط المرئي باللا مرئي، والمجرد بالمحسوس، في لعبة مشهدية يخرجها صاحب «شيرين» و«عشرة»، نقتطف:
(1)
في غيابكِ أتحدث إليكِ
في حضوركِ
أتحدث إلى نفسي.
(2)
في النهاية
لم تعترف
نقابة العمال بعمل العنكبوت.
(3)
آخر عداء في الماراثون
يتلفت خلفه.
(4)
الحياة
تهمة جائرة ضدّ الفقراء.
(5)
أبيع شيئاً لا يشترى
أشتري شيئاً
لا يباع.
(6)
في عيون الطيور
الغرب هو مغرب الشمس
والشرق هو مشرق الشمس
فقط.
(7)
من صوت الضفادع
أقيس عمق المستنقع.
(8)
أقف على جرف عال
وفي قعر الوادي
ظلي يناديني.