تولستوي في عيده الـ188
في التاسع من أيلول هذا العام، احتفلت الأوساط الثقافية في العالم بذكرى ميلاد الكاتب الروسي، ليف تولستوي، الـ188 (9 أيلول 1828- 20تشرين الثاني1910).
وقد استطاع تولستوي أن يحطم حاجز الشهرة الأدبية إلى الشهرة بكل أبعادها بصفته أيضاً مفكراً وفيلسوفاً ومصلحاً اجتماعياً من أبرز مفكري القرنين 19 و20، فقد اشتعلت حياته، كما يؤكد العديد من الكتاب بـ«أضواء معاركه ضد الثروة والاقطاع وضد الكنيسة التي رفض فيها- رغم إيمانه العميق- مبدأ الوساطة البشرية بين الإنسان والرب، حتى أن الكنيسة عاقبته بحرمانه من حقوقه الدينية»!
«أما ثروته التي وقعت بين يديه بصفته «كونت/ باشا» فقد أصر على توزيعها على الفلاحين الفقراء، وبسبب ذلك نشبت الخلافات العائلية العميقة بينه وبين زوجته إلى أن قرر الفرار من بيته في ضيعته بمنطقة «ياسنايا بوليانا» وركب القطار وتوفي بإحدى محطاته، وهو في الطريق إلى أحلامه التي لم تخمدها كهولته وكبره في السن».
وقد اشتهر تولستوي عندنا وفي معظم أنحاء العالم بروايتيه «آنا كاريننا» و«الحرب والسلام»، إلا أن له العديد من المؤلفات الفذة بدءاً من القصص والروايات والمقالات النقدية والفكرية والحكايات.
وكتب أحد الكتاب أن «الإمام محمد عبده فقد اعتبر أن وجود تولستوي– على حد قول الإمام في خطابه- هو«توبيخ من الله للأغنياء»! وقد كانت حياة ذلك الروائي الإنساني العملاق كلها انجرافاً نحو الفقراء، وفي ضيعته «ياسنايا بوليانا» شيد تولستوي مدرسة لتعليم أبناء الفلاحين مجاناً، وظل ثلاث سنوات (1895-1862) يقوم فيها بتدريس مادة «فن الكتابة الأدبية» لأبناء الفلاحين»!
وكان بصفته ناظر المدرسة قد قرر على تلاميذه عدة مواد منها «فن الكتابة الأدبية». وكان يطلب من أبناء الفلاحين أن يكتبوا ويصفوا ما يعرفونه عن حياتهم، وعن القرية. وكتب بعد ذلك مقالاً ممتعاً بعنوان «مَنْ الذي يعلم مَنْ فن الكتابة؟». قال فيه: «يفاجئني أحياناً صبي فلاح نصف متعلم حين يظهر قوة فنان مدرك لاحدود لها، قوة لا يبلغ مداها حتى كاتب مثل جوته!».