محمد رحو محمد رحو

من أغنية للعمال الألمان: جميع الدواليب تتوقف متى شاءت يدك القوية

أحبائي

أيها الغارقون

في بحر البؤس المرير

أيها المطعونون

بخنجر القهر الضرير

أيها المسكونون

بالحلم و الصمت و القلق

أيها الوالغون

من وحول النهر الطبقي

هذا درعنا الواقي!

هذا سيفنا الجميل!

هل نشهره في وجه أنياب الجوع؟

أم نصلي خلف إمام الجوع؟

هل نغني جنونا بحجم هذا الجنون؟

أم نتجول/نتوغل بين أدغال/أقبية الذل؟

هل نسافر باتجاه الصحو الواسع العينين؟

أم نتمدد فوق مستنقعات البين بين؟

***

يا رفيقاً ما زالت فوق عينيه

غشاوة من نسج الأعداء

يا مكعب الرأس المحشو

بكنز القناعة/الهباء!

هل ترى

ها هي ذي مناخيرهم

تتنفس عطر الدماء

ها هي ذي خوابيهم

تفيض عرقا معتقا/صهباء

ها هي ذي ثريات قصورهم الساحلية

لولا بريق عيونك المعبأ

في مراكز الكهرباء

ما كانت لتسطع بكل هذي الأضواء

هل ترى أيها الرفيق

هو الزمن إخطبوط مجنون بالدم

هو الوطن أريكة تحت عجيزة دب بقناع ملاك أسطوري!

هو التاريخ خندق لا تحفره إلا فؤوس الشهداء

ونحن الآن مومس جميلة مقهورة-

هل يروق لك أن نبقى!؟-

تئن بين مخالب زبائنها الشرهين

هم الآن يصعدون

حتى سماوات اللذة الشمعية

هي الآن /نحن نغوص

في قاع الآلام الجهنمية

***

هل ترى أيها الرفيق

... وحتى تستكين أجسامنا

تحت لهيب جهنمهم

وحتى لا نستنكر هذا الاحتراق الأعزل الشامل!

وعدونا بجنة/قالوا

تجري من تحتها الأنهار

وسنحيا فيها خالدين

-اجل.كانت وما زالت تجري من تحتها الأنهار

لتصب في بحارهم/الأرصدة!

***

هو ذا عنوان حاجتنا اللاسعة

هي قنبلة الضرورة!

هو ذا صوت من حربنا المستمرة

حتى اقتلاع الضرس النخرة!

00 حين يرن جرسه الحتمي

تبكي غربتها الأرض /المعاول

تتوقف عن أغانيها المحركات

يتجمد النبض بين شرايين الآلات

فليخترق الصقيع أوصال الخنازير-الكريمة-

ولتلبسها صفرة موت-تخفيها- قديمة

ولتنفجر أعصاب الوحش!

***

أيها المقتولون

برصاص/تصاميم الإهمال!

يا حاضني جمرة الحرمان

يا حاملي صخرة الهوان

هذا درعنا الواقي

هذا سيفنا الجميل

لو تمكن السمسار الرعديد

حوله سيفا من خشب!

لو تمكن الناسك العربيد

حوله درعا من قصب!

لو تمكنت الخنازير المحطمة

أضلاع بلادنا المهربة-

آه من تلك الأطلسية الجميلة

ذات الوشم البحري!-

عبر بارجة السوق الاوروبية المشتركة!

حولتنا كلابا وفية..

حتى خيانة ثدي أمنا الشاحبة!

 ***

قد يصير بعضنا

زبونا لدوائر أمن الرعب!

قد يترنح بعضنا

على أرصفة التشريد

قد يمثل بعضنا

بين مخالب-طواويس العدالة-

قد تخنق بعضنا

قبضة الزنزانات

-للحقيقة حيثما التفتنا /زنزانات/

لكن مهما حاولوا أن يقتلوا

في هذا الجسد عنصر الرفض

فعيون صغاره المقروحة

تغريه بالتوهج

-هي الحقيقة شمس تأبى الغروب/الانطفاء!-

***

يا درعنا الواقي

ويا سيفنا الجميل

سننقش رسمك فوق جبين الاحتكار

سنغنيك حتى النفس الأخير

سنعض عليك بالنواجذ

فلتنزي دما أيتها الشفاه

هو الدم إكسير الحياه!

* كتبت بالدار البيضاء سنة 1982ونشرت بجريدة البيان المغربية كما نشرت بالديوان المحظور «نقوش دامية على جدران المصنع» الصادر عن مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر بالدار البيضاء سنة 1983.