مجلة الأطفال «أسامة» تدخل الشيخوخة

تعيش مجلس «أسامة» السورية حالة تقشّف تعيق تطورها، على الرغم من كونها واحدة من أعرق مجلاّت الأطفال في البلاد العربية، ولها امتياز أن تناوب على رئاسة تحريرها كتّابٌ كبار من مستوى سعد الله ونوس وزكريا تامر.

وتبدو أزماتها ستظلّ مستمرة، مادامت الجهة التي تصدرها ـ وزارة الثقافة ـ لا توليها الاهتمام الذي يجب، بحيث ترمّم كيانها، وتعيد تأهيلها بما يتناسب مع متطلبات العصر الراهن، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد موت الكثير من مجلاّت الأطفال، وكأنّ أطفالنا آخر من يعنينا أمرهم.
ومما يروى أن الوزير الحالي، د.رياض نعسان آغا، أعلن اهتمامه البالغ بهذه المطبوعة العريقة، وتعهّد بأن يصل عدد نسخها إلى العشرين ألف نسخة للعدد الواحد، كي تغطي كافة محافظات القطر، لكنّ شيئاً من هذا لم يحدث، ناهيك عما تقابلها به مطبعة الوزارة من إهمال، وصل إلى درجة تأخير الصدور شهراً كاملاً عن الموعد. هذا بالإضافة إلى وجود مشاكل فنيّة حقيقية ضمن هيئة التحرير القائمة عليها، بحيث ماتزال الرسوم من عصر ينتمي إليه الرسّامون أكثر من انتمائها لعصر الأطفال قرّاء المجلة..
ورغم كل ما تعانيه «أسامة»، قامت بإطلاق سلسلة كتب حملت اسم «كتاب أسامة»، والمشروع يقوم على إعادة صياغة أعمال أدبية وملاحم خالدة بأسلوب مبسط ومختصر، مثل: جلجامش، فاوست، الأوديسة... ورغم أنّ ما ظهر من السلسلة يعتريه مشاكل تبدأ من النصّ، وتتلاحق لتصل إلى الإخراج والطباعة، فإنها مبادرة تستحق الثناء، والوقوف عليها لتطويرها من خلال هيئة كتّاب متخصصين بأدب وعلم نفس الطفل، والعمل على جعله كتاباً شهرياً..
ما تعانيه «أسامة» هو بذات المقدار ما يعانيه أطفالنا من عدم مبالاة وجحود وحصار.. فهل من مجيب؟