مختارات نفقٌ للتسكع
إذا كنتَ تعتقد بأن الجلوس إلى مكتب أو مائدة، ثم الاضطجاع على سرير، أو في المقهى، هو استقرار واطمئنان فأنت مخطئ. هذه الامتيازات إنْ هي إلا عتبة نحو دهليز الفراغ الرهيب. إن ارتداء أفخر الثياب، وتناول وجبة طعام، ومضاجعة امرأة، أشهى امرأة،
لا تستغرق إذ راعينا عصر السرعة أكثر من ساعتين في اليوم، فإذا أفعل بالاثنين والعشرين ساعة المتبقية؟ هل أضعها في البنك؟
إنني مثل السجين الذي ظلّ يحفر نفقاً في زنزانته لمدة عشرين عاماً، ثم اكتشف أن النفق الذي حفره يقوده إلى زنزانة أخرى.
محمد الماغوط
(اغتصاب كان وأخواتها)