موهبة تحارب في العراء
ينتمي رامز غنيجة إلى الشباب السوري الطموح، هذا الانتماء، الذي لم يتوقف لحظة واحدة، جعله باستمرار يصر على مشروعه بالاستقلالية عن سلطات الفن والثقافة، ممن يريدون احتكار كل شيء لهم، ذلك أن الذين يتربعون على عروش المنابر يستشعرون دائماً خطر كل من يتمرد على سلطتهما التي صنعوها بالتعربش على الإعلام الذي قد يعيش خديعتهم اللانهائية.
يعزف غنيجة على أربع آلات موسيقية هي البزق والعود والكمان والتار، وهذه الأخيرة هي آلة وترية غير معروفة عربيا، وترجع في أصولها للفرس الذين صنعوا هيكلها من خشب التوت القديم، ووجهها من جلد السمك، وعلى أوتارها المعدنية يعزف الموسيقي الشاب أجمل الألحان الشرقية التي تردنا إلى أجواء سحرية موغلة في الخصوصية.
درس غنيجة المولود في دمشق 1977 الموسيقا مدة خمس سنوات عند رعد خلف، ودرس البزق والتار على يدي البروفسور عسكر علي أكبر، وكان عضواً في الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة الراحل صلحي الوادي، وكذلك عضوا في الأوركسترا العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقا وساهم في تأسيس أوركسترا زرياب.
تعرض غنيجة للكثير من الإجحاف بسب طموحه الدائم لتكون له فرقته التي تعزف موسيقاه، هذا الإجحاف كان بمثابة وضع مزيد من الإقفال الصدئة في الأبواب التي يريد أن يطرقها الشباب، هو فعل دائم ومستمر بحاجة لمن يقف بوجهه ويتصدى لاستشرائه في كل مناحي حياتنا هذه الأيام. كذلك هو بحاجة دائماً لمن يتيح الفرصة لكل من لديه شيء ليقوله..
يعكف غنيجة هذه الأيام على إطلاق فرقته الموسيقية ويعد العدة لتقديم مقترحه الموسيقي خصوصاً وأن مهاراته تتعدى العزف، إلى التأليف الموسيقي، والهندسة الصوتية بما يجعله بمثابة فرقة متنقلة، تنتظر فسحة لتقديم نفسها.
وهو يرى في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية فرصة سانحة لإطلاق مشروعه الموسيقي حيث ستتخذ فرقته اسم «فرقة دمشق للأغنية»
رامز غنيجة شأنه شأن كل الشباب السوري قادر على العطاء، والحفلات الموسيقية التي قدمها والتي شهد آخرها مسرح القباني منذ فترة وجيزة تعبير عن الموهبة التي يتمتع بها هذا الشاب.