سامي أبو عاصي سامي أبو عاصي

جمال شحيّد محاضراً في «الرواية السورية» الآفاق الثقافية لفنّ الرواية

ضمن فعاليات «عيد القراءة» التي ينظمها المركز الثقافي الفرنسي في دمشق كانت محاضرة الباحث الأستاذ جمال شحيد حول «الرواية السورية وآفاقها الاجتماعية الثقافية». في المركز الثقافي الروسي.

د. شحيد الذي تمنى أن يكون الجيل الشاب العربي صديقاً للكتاب، وأن لا تنطبق فرضية أدونيس «أمة أقرأ لا تقرأ» تحدث عن نشأة الرواية العربية في سورية في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر ودلّ على مجموعة من الروايات لكتاب من سورية أمثال فرنسيس مراش وأحمد فارس الشدياق، نعمان قساطلي.

ما بين الحربين العالميتين انحسر إنتاج الرواية السورية ويعزو ذلك «لانشغال الطبقة المثقفة بالسياسة» وحسب إحصائية لـ«فيصل سماق» بلغ عدد الروايات ما بين عامي «1929 ـ 1945» 13 رواية.

أما فترة ما بعد الاستقلال «1946 وحتى عام 1967» بلغ عدد الروايات 72 رواية، وقد ساعد المناخ السياسي والاجتماعي على تطور الرواية وفيما بعد أخذت تنمو باتجاه الواقعية وبرزت سماتها بـ«مقاومة الظلم والاحتلال ـ أمراض البرجوازية والإقطاع والتسلط ـ القضية الفلسطينية» ويرد ذلك لانتشار الفكر اليساري ولعلاقات الصداقة التي كانت بين الحكومات التقدمية آنذاك والاتحاد السوفييتي.

وغلب على هذا النسق الروائي البلاغة الثورية، ورفع الشعارات، مما جعل بعضها ذات قيمة فنية متعثرة.

وبعدها انتشر الفكر الوجودي في عدد من البلدان العربية وخاصة لبنان، فقد ترجم سهيل إدريس مجموعة من الأعمال الوجودية صدرت عن «دار الآداب». وأخذت تتجلى تلك النزعة فيما بعد في روايات مطاع صفدي، حيدر حيدر، جورج سالم، وليد إخلاصي...

إن هزيمة 67 كانت كابوساً خيم على المشهد الثقافي مما دفع الرواية لأن تجدد الأمل وتعيد الثقة لنفوس الجماهير المحطمة وكان من حصاد ذلك أن أنتج 167 عملا روائيا خلال السنوات الست التي تلت الهزيمة. و«رب ضارة نافعة» كما يقال، لإن الهزيمة عبدت الطريقة لكي تكون الرواية هي الجنس الأدبي الأكثر تميزاً.

إن الرواية السورية بعد الهزيمة أخذت تتملك ملامح النضج، وكانت ميزتها أنها نص مفتوح ويتجه نحو إقلاق قارئه، كما يقول هاني الراهب، وعدد مجموعة من الأسماء تمكنت من صياغة الرواية بشكلها الحديث: فواز حداد، ممدوح عزام، نهاد سيريس، نبيل سليمان، سليم بركات...

وتوقف شحيد عند الروائيات السوريات وأول رائدة روائية سورية كانت «عفيفة كرم» (1883 ـ 1924) وأيضاً فإن الروائيات، كما الروائيين، قد قل إنتاجهن بين الحربين العالميتين لتظهر مشاريعهن بعد الاستقلال، وخاصة في فترة الخمسينات ليصل إلى نص كوليت خوري فعندها بلغ الأدب الروائي النسائي نقطة تحول، وكان على درجة عالية من النضج، وتوازيها غادة السمان وألفة الإدلبي وقمر كيلاني وهيفاء بيطار وأنيسة عبود.

 وفي النهاية تحدث عن الرواية الشبابية، قاصداً بذلك الروائيين الشباب الذين كتبوا الرواية ولم تتجاوز أعمارهم الأربعين، وصدرت أعمالهم إبان العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ومنهم: سمر يزبك، خليل صويلح، منهل سراج، خالد خليفة «الذي رآى فيه روائيا واعدا».