في «وليمة الفعل أحَبّ» خرائط سريّة ترسمها اللذة
يقدم المترجم عبدو زغبور الفنان الفنزويلي رودولفو رودريغيز إلى القارئ من خلال ترجمة مجموعته الشعرية « وليمة الفعل أحَبّ» إلى اللغة العربية، وتعد هذه الترجمة أول عمل يترجم له، والكاتب بالإضافة لكونه شاعراً فهو مخرج مسرحي وممثل في الوقت نفسه، قاص ومعلم في المسرح والرقص وكذلك يجيد رقص الكاتكالي الهندي ورقص البوتو وفن الرقص الحديث، وله دار للنشر في فنزويلا، وبذلك يكون قد هيمن على جميع فروع الثقافة من أدب وفن.
أما بخصوص « وليمة الفعل أحَبّ »، فقد أراد رودريغيز أن يقدم نموذجاً آخر للشعر من خلال عطور الرعب التي تدور حول الزمن الماضي له، لترسم فضاءاته المظللة باعترافاته عن الفرح والانكسار والحزن، لتجد نفسك أمام زمن مليء بالالتواءات الفنية المحكمة، تلك الحبكة التي تحول الالتواءات فجأة إلى خرائط للذة يرسمها عن طريق الكلمات، فيختلط عبر هذه الخرائط الواقع مع الخيال، الملموس والمجرد، فلتصاريف الفعل أحَبّ وليمة للخلود تشرح لك تفاصيل الجسد، ومن خلال إتقان تلك التصاريف يأتي التوغل في أدق تفاصيل الجسد الذي ينفصل،بدوره، إلى مجموعة أجساد. هكذا يكون ازدهار هذا الحيوان الغريب الذي يعبر عن رغبة الإعصار الشهية للجوزة الملحة للرغبة التي تحاول شرح الجنس بكل أشكاله، من خلال ذكريات للأيام البعيدة يبدأ بتذكرها بين الأرصفة المقفرة للقطارات وبين الهاوية ، هكذا يحلو للشاعر تسمية وشرح الفعل أحَبّ.
يحاول رودريغيز أن يعبر عن تلك الفوضوية التي تسكنه من خلال هذا العمل، ويقدم نفسه كشاعر متناقض، فتارة تراه يميل إلى الفرح، وأخرى يميل بها إلى الحزن، وبين هذه وتلك يبقى الفعل أحَبّ بوليمته الفنية ما يربطنا بهذا الشاعر المجهول سابقاً والمعروف جديداً.