محمد المطرود محمد المطرود

الرّاد والرّد والمردود عليه

يتقاسم الثلاثة الراد، والرد، والمردود عليه الغنيمة:

الموضوع أو المادة موضع الإشكال، وتختلف درجة قرابتهم معه و هنا نميز بين مستويات عدة كمرسل، ومادة منجزة، فقد تكون خافتة، وغير منيرة، وحالتها العدم هذه تثير رداً معيناً، فيكون الرد عليها في جميع الأحوال أكثر إثارة، وأجلب للسؤال، مما يدفع بالمتلقي لإعادة النظر بالمادة من زاوية أخرى هي «الرد» وهذا ما قد يطلق عليه مجازاً «هدفية الرد» أي أنه بالضرورة يرمي إلى هذه الحركة التي تمت، حيث في المحصلة، وبعد حركة رجعية، شبه اعتبارية ما يخلق سؤال المتلقي، سؤاله الذي يخصه، يخص مكانه المرمى /الدريئة/ أو وقوع الفعل/ أو المسرب المحفور أمام المعنى للوصل والاسترخاء إنه سؤال جوهري له «ميكانيزيا» البحث والانطواء على تفرعات خطيرة، سؤال من قبيل: من هو المردود عليه أولاً وما شكل المادة، وما قوتها، ثانياً، وثالثاً والأهم ما الذي أمسكه الراد من معطيات، ليوفر إنتاجاً جديداً توقع في مطب العبثية، مطب اللعبة الصحفية، باعتبارها لعبة مؤقتة، رجراجة، وآيلة إلى الركود في النهاية ومن ثم انبلاج السؤال الأعم: ما الجدوى، وهل ما قرئ في جبهاته، جدير بالقراءة؟ وجدير بخلف لعده الجبهات الأربع إذا أضعف المتلقي تساؤلات لا نجد إجابة ناجعة لها، والبحث عن ما هو مرضي، يذهب بالباحث إلى متاهة موجعة أخيراً. أما في حالة مجاراة المدهش والإشكالي، والممتع، والقادم من مساحة رحبةٍ، هي بالأساس حلفت الإثارة كامن، والمشتغل هنا، تأسست ذهنية على المغايرة، فبالتأكيد  نكون أمام ما يحرك فينا عضلات كثيرة، وفاعليات لا يمكن لنا أن نهملها، ونتركها مسترخي، لأن ذلك سيعيق حتماً وصولاً يفترض به أن يأتي صعباً مما يتطلب إشراك أكبر عدد من الملكات، وتجنيدها في سبيل فهم يوفقنا في الاستقبال ولا يرهقنا وفي هذا المستوى، أقصد مجاراة المدهش المختلف يكون الرد نافذاً من رغبة تسليط الضوء عليه وبالتالي خطف المتلقي مبهوراً، والاستفادة من نجاح الأشكال /الظاهرة في تحقيق الإبهار وتقاسم الضوء بين أطراف اللعبة، إذا سميناها لعبة، كوننا سنصاب بالعجز إذا بالغنا في البحث عن تسمية تليق.

تتحقق براغماتية، بين الظاهرة، والمتلقي، ويكون الصدى /اللغة الأخرى في التعامل مع ما مر، برؤية أقل، وفي وسط أدنى تركيزاً تتلامح فيه مما يوقع المستهلك القارئ في شكلية النص «المنتج» من حيث القوة،، وجوهرية المادة، وإبهارها ومن حيث ربطها بالرد، ومن حيث ضعف الضوء المتحارب عليه في ذهنية، وتوازعه بين النص المنتج موضوع الإشكال والنص الرد حين يكون ضعيفاً يحيلنا هذا إلى صورة عجز الحوار في حالة عدم تكافؤ، مما يوحي للمستقبل بنعت الطرف الأقوى، المعروف عنه ذلك بالقصور، وخلبية الصور المسوقة وهنا يتوجب البحث عن الراد ووضعه في دائرة التقييم واكتشافه من تواجده في المنطقة المرصودة، ومدى فاعليته برصد المنطقة، واستجلاء خباياها، ومدى الحساسية عنده، وبما أننا تحدثنا عن حساسية،فهي حساسية «المثلب» والنقطة التي يبنى عليها النص «الأصل» والنص «الآخر» الرد، والراد في حال تمتعه بالعافية المؤهلة له أقدر على خلق نص مواز، موثب، ومحفر، وأقوى في مواضع كثيرة، ويكون المردود عليه من الطمأنينة كاسباً، بمعنى آخر سعيداً برد ذكي، ومنتج رد قادر على هضم المعنى وإعادة إنتاجه وترميمه، أو سد الثغرات فيه بطريقة مواربة، لأن ممارسة نقدية تمت تعاملت مع النص وبنيته، مصفية بعداً جمالياً ساهم في تحريك الراكد، بدلاً من سطوة المهمل وتمرير المختلف مرور العابر الذي لا يثير وقعه غباراً من خلاله يستدل على شيء ما وباختصار فإن صراعاً قوياً يحدث في توصيف أطراف اللعبة «مجازاً» إذ تتأسس حالة انتقائية، تضبط الهوامش جيداً.