حوار: محمد المطرود حوار: محمد المطرود

في معرضها «أبواب ونوافذ» ندى الشيخ: كم من الكلمات أو الصور التي جعلتنا نرقص!!

ندى الشيخ اسم بدأ يلفت النظر، ويحقق حضوراً جيداً، هي شاعرة تود قول شيء ما، تذهب إلى روحها بروح المتوغل والمكتشف وذلك بهدوء وعناية، جيولوجية، ولا تكتفي باكتشاف ماتخبئه الأرض فتلك مهنتها، إذ تريد الأبعد،فتجد (كاميرتها) بين يديها، والعدسة المطواعة أكثر منقذيها قرباً منها، معرضها «أبواب ونوافذ»، اشتغال على ذاكرتنا لتسعفنا ونتذكر بأن هناك ماينسى ومالا ينسى، فلماذا نفرط بأبوابنا القديمة،  أبوابنا التي طالما دخلنا منها وخرجنا لنعود إلى البهو الفسيح من أشيائنا الحميمة.

هل يمكن أن نلمس علاقة بين التصوير الضوئي والشعر إذا أخذنا بالعلاقة الواسعة بين الفنون والشعر انطلاقاً منك كشاعرة ؟

الفنون هي نتاج إبداعي إنساني و لون من الثقافة الإنسانية. ووظيفة الفن هي دفع المتلقي إلى التأمل حيث يقوم المبدع بعصر فكره بقلق ومعاناة من أجل فكرة يحاول إيصالها للآخرين .

والعلاقة بين التصوير الضوئي والشعر علاقة متداخلة فالروح الشاعرة رابط أساسي يجمع الفنان بالأديب والمصور الضوئي لا يكتفي بتقديم لقطة كاميرته بقدر ما يضفيه هو من مواقف ورؤية خاصة تؤكد وعيه وما تحمله وتتركه الصورة من أثر لدى المتلقي.كم من الكلمات أو الصور التي جعلتنا نرقص على إيقاعها وهزتنا من الأعماق. ربما لأنها وظفت بشكل جيد، وهناك الملايين من المفردات التي تبقى مهمشة ولا بريق لها، لأنها لم تعالج بالطريقة السليمة،  قديماً كان يتم التحدث عن الكناية والآن نحن نقول بالانزياح

الأبواب تفضي إلى شيء دائماً،  شيء كان مغلقاً قبل، الشبابيك ربما تفعل الفعل نفسه، هل تريدين الوصول إلى أمر ما كان مخبأً يوماً ؟

 بالتأكيد  فخلف هذه الأبواب والنوافذ الكثير من الحكايات، الكثير من المشاعر الإنسانية التي غلفتها هنا أحاول أيضا إظهار هذه المفارقة فمن خلال هذه الأبواب والنوافذ كان الإنسان ينظر نحو المستقبل نحو الحلم والآن نحن ننظر من خلالها نحو الماضي البعيد، قد يكون الماضي أملاً، وقد يكون المستقبل ضبابياً بحيث ننفر منه

في معرضك «أبواب ونوافذ» تشتغلين على المهمل، المنقرض، ما يأخذ بيد الذاكرة نحو البعيد مما يشكل حزناً شفيفاً خاصاً بالمتلقي هل تقصدت ذلك ؟

هذا المهمل والمنقرض كما تقول لامس العقل وغاص عميقاً في تخوم الحلم والذاكرة والمناطق المظلمة، هذه الذاكرة التي كدنا أن نفقدها ففي أغلب الصور تقصدت إظهار التفاصيل الدقيقة، فهذا الباب الذي يستند على هذا الحائط الطيني أو تلك النافذة المتشكلة من الحديد اليدوي لكي أظهر الجانب الإنساني لهذه الأشياء التي صنعتها الأيادي وجبلت بعرق هذا الإنسان العظيم.

من الزاوية التي التقطت منها تظهر الحرفية واضحة، برأيك ألا تحد التقنية أحياناً من شاعرية الأشياء بمعنى ألا نقتل التفاصيل الصغيرة ونرهقها بحجة الإحاطة بها؟

 المبدع هو الذي يعود إلى محاورة الأشياء ليخلق فكرة والإحاطة بالتفاصيل الدقيقة لم ترهق هذه الشاعرية إنما تبث فيها الحياة من جديد، وتظهرها كشكل قائم بذاته، قادر على اصطياد الدهشة، وتحقيق الفائدة المرجوة 

محافظة الحسكة ذات بيئة غنية.. لماذا ذهبت إلى بيئات أخرى؟ أما كان من الأحسن لو أنك أخلصت للمكان الذي أنت منه وفيه؟

أنا معك إن بيئة الحسكة غنية جداً وغالبية صور معرضي من الحسكة أما الباقي فهو من بيئة دمشق. وسواء أكانت الصور من بيئة الحسكة أم من دمشق فهي تحمل ذاكرة وحضارة وطن واحد.

من سيزيح من، الشعر أم التصوير الضوئي؟

إلى الآن لم تتم الإزاحة لصالح أحدهما دون الآخر وأعتقد إن الاثنين مترابطان معاً، وعلاقتهما وثيقة وذلك من الجدلية المعروفة بين الشعر والفنون عموماً.

آخر تعديل على الإثنين, 05 كانون1/ديسمبر 2016 23:54