تحفة «أنايـيـس نـن»
عنوان خطير هو هذا: «دلتا فينوس» للكاتبة الإشكالية أناييس نن.. صدر حديثاً عن دار «المدى» بدمشق. كتبت نن الرواية، والقصة القصيرة، والمقالة، والنقد ألأدبي وأولاً وقبل كل شيء: اليوميات.
ومن كتبها: «شتاء الخديعة»، «جاسوس في بيت الحب»، «غرف القلب الأربع»، «أطفال القطرس»، «تحت الناقوس الزجاجي»، «بيت السفاح». ذاع صيتها بسبب كتاباتها الأيروتيكية، وسبعة مجلدات من اليوميات التي كانت تكتبها منذ مطلع صباها، ونشرت بين سنتي 1966 _ 1981.. عملت في مطلع حياتها موديلاً للرسامين والنحاتين كما عملت محللة نفسانية مساعدة لأوتو رانك.. كتابها «دلتا فينوس» حصيلة ما كتبته لرجل ثري كان يطلب من الكتّاب نصوصاً مكشوفةً مقابل دولار عن الصفحة الواحدة، وقد كان إلى جوارها في هذا الكاتب الشهير هنري ميلر. ما يميز نصوص نن الأيروتيكية هو وجهة نظر المرأة نحو الجسد من جهة، ونحو هذا النوع الذي قلما تكتب عنه النساء..
ومثل جميع المبدعين الملعونين لم ير نقاد عصرها فيها إلا الأنثى المغوية الأقرب إلى الفاجرة، صاحبة العلاقات الجريئة المتسمة بالشطط.
في «دلتا فينوس» تبلغ نن أعماق الروح الإنسانية، معطيةً الجنس، حباً وتهتكاً، بعداً درامياً من خلال خمس عشرة حكاية لنساء مختلفات تسرد فيها تجاربهن، وأحلامهن، ورغباتهن، لأن نظريتها في الكتابة تتلخص في الجمل البسيطة التالية: «إنْ لم تتنفس عبر الكتابة، إنْ لم تصرخ في الكتابة، أو تغني في الكتابة، إذاً لا تكتب؛ لأن ثقافتنا ليست بحاجة إلى كتابة كهذه».