مراثي «تياترو»..
جريمة كاملة هذه التي حصلتْ في تجمّع «تياترو» الفني، لا يمكن لصاحب ضمير غضّ الطرف عنها بأي شكل من الأشكال، لأن في ذلك سكوت عن حقّ، وهذا الحقّ حقّ عام، كون المهام التي تنطع لها (تياترو) تندرج في إطار العمل الأهلي الثقافي.
هذا المشروع فرض نفسه على السّاحة الثقافية، بعمل وكدّ الشّباب القائمين عليه، وعلى رأسهم الممثلة اللامعة مي اسكاف، حيث تحوّل إلى أكاديمية فنية، وفضاء ثقافيّ مفتوح لمختلف الأطياف، ومنبر للعقل والجسد. وهو، كمكان، كما يعرف الجميع، كان تابعاً لاتحاد شبيبة الثورة، ثم صار بناءً مهجوراً، كبيت للأشباح، حتى أعادت تأهيله سواعد الشباب الحالمين بـ«تياترو» مشروعاً ثقافياً علمانياً حرّاً.
خلال ملتقى «شاعرات عربيات» كان الجميع يتساءل: أين مي؟؟ وبعدها بأيام كان الخبر قد انتشر: «مي أصبحت خارج قوس». نعم.. خارج قوس لأن الذين يمتلكون الجوكر استطاعوا انتزاع المكان منها.
القصة ببساطة، عملية سطو غير أخلاقية في المجال الثقافي، فالذين جاؤوا إلى القنوات (عنوان تياترو)، جاؤوا بحثاً عن الشرعية، ولم ينظروا إلى الأمر إلا بوصفه فريسة.
لكنهم نسوا أن «اللوغو» ليس في مستطاعهم، فهو ورشة تشكلت في نقابة الفنانين، ولاحقاً أصبح ما وصل إليه، وسيعيد ترميم تفسه وسمعته.. سيفعل هذا كله، لكن الخاسر الأكبر هو البلد الذي يأخذونه قسراً إلى الوراء..