أخطاء بالجملة في إعلان خارطة مهرجان دمشق السّينمائي

المدير العام لمؤسسة السينما، ومدير مهرجان دمشق السينمائي، وضع نفسه في دائرة لا تليق بمسؤول ثقافيّ، فما بدر عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقد في صالة الكندي لإعلان خارطة مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر بتاريخ 27/ 10/2008، كان بمثابة حرب تصفية.

 

بدأها بمعركة استباقيّة على الصحافة، فهو أعلن بعد انتهائه من عرض خارطة المهرجان عما يراه مآخذ سوف تكتبها الصحافة لاحقاً، ومن باب الدفاع عن عمله علّق على بعض النقاط، التي عادة ما تثار، مع أنّ لمن يثيرها، وبالأخص الصّحافة، كامل الحقّ في ذلك، وتلك المسائل من قبيل شرعية المهرجان في بلد بلا إنتاج سينمائي تقريباً، وضرورة العمل على الإنتاج بدل (الاستعراض)، والأخطاء التقنية التي تفرض نفسها.. وما إلى ذلك، لكنّ حالة الانفعال جرته إلى الانزلاق نحو مهاوٍ ذاتيّة، لا محلّ لها من الإعراب هنا، حيث استخدم الحديث عن نفسه بصيغة الغائب، قائلاً إن محمد الأحمد فعل كذا، ومحمد الأحمد قام بكذا.. ناسياً أن (محمد الأحمد) لم يفعل كلّ ما فعله لولا وجوده على رأس إدارة مؤسسة السينما. ثم إن العمل في مؤسسة، الحكوميّة منها على وجه الخصوص، لا يستوجب حصر الإنجاز بشخص، لأنه عمل فريق وجماعة..

وسوى هذا فاجأنا هجومه الكاسح على بسام كوسا، الذي وصفه بـ(الصديق العزيز سابقاً)، على خلفيّة خلافهما المعروف الذي قرأنا أخذه ورده في الصحف المحليّة، كذلك كانت تصريحاته بخصوص (الصديق العزيز سابقاً)، أيضاً، الصّحافيّ نديم جرجورة، الّذي اعتبر انتقاداته، على ما للصحافي من حقّ النقد، مجرد افتراءات.. الأسوأ هو هجومه الكاسح على المخرج محمّد ملص، الذي راح يقلده في لهجته وطريقة كلامه، على المنبر وبالفم الملآن، مستخدماً كلمة: (أبوي)..

نربأ بالمدير العام لمؤسسة السينما هذا الأسلوب، لأن المؤسسة والمهرجان ليسا ملكاً خاصاً بشخصه، وقيمة العمل الثقافي تكبر أكثر في عملية النقد، لا في الإرهاب والوعيد.. والسخرية!!