ربما: رصاصٌ مصبوبٌ آخر
الزّيارة التي سيقوم بها الروائيّ اليابانيّ هاروكي موراكامي، الشّهر القادم، إلى القدس.. كما جاء في الخبر الذي نشرته «يديعوت أحرنوت» أمر يثير الكثير من الأسئلة، لعلّ في مقدّمتها قدرة إسرائيل على استقطاب شخصيّة أدبيّة بهذا الحجم، خصوصاً أنها تأتي بعد العملية التي شنتها القوات الإسرائيليّة على قطاع غزّة. ما يسترعي الانتباه أنّ صاحب «كافكا على الشّاطئ» معروف بابتعاده الدائم عن المنابر والأضواء، وهذا يجعل مجيئه مثارَ اهتمام للإعلام، ممّا يعني أنّ الزيارة ستُستثمر كفرصة لحلقة جديدة في المسلسل الدعائيّ الممجوج عن الضّحية الإسرائيلية.
ربما لو عدنا بالزمن إلى الوراء لفاجَأَنا العدد الكبير للكتّاب والمثقفين العالميين الذين لبّوا دعوات «تل أبيب»، وعادوا ليعملوا أبواقاً للدعاية المجانية لها. ولكنّ السؤال ما الذي ينقصنا نحن العرب للقيام بهذا الدور، في تقريب كبّار الكتاب، والشخصيات الثقافية المرموقة التي تحظى بسمعة عالمية، من قضايانا عبر هذه الآليّة البسيطة؟ لنتذكّر ما حدث في آذار 2002 أنْ زار وفد من أعضاء البرلمان العالمي للكتّاب مدينة رام الله الفلسطينية، إبان الحصار الإسرائيلي آنذاك، وكانت الزيارة بدعوة من الراحل محمود درويش، حيث ضمّ الوفد بين أعضائه اثنين من حاملي نوبل: النيجيري ول سونيكا، والبرتغالي جوزيه ساراماغو.. وقد أثارت الزيارة عاصفة من ردود الفعل لما كتبه أولئك الكتّاب عن هول ما رأوا وشاهدوا..
ألم يأت أوان بروبغاندا ثقافيّة وإعلاميّة، مدروسة ومنظمّة، لصالح قضية الشعب الفلسطينيّ، خصوصاً وأنّ الضمير الإنسانيّ بات على تماس أكثر مع الصوت الذي كان غائباً طوال العقود الماضية؟؟ كما وأنّ القدس هي عاصمة الثقافة العربيّة للسنة الحاليّة؟
ليس الغريب وجود آراء في صفّ إسرائيل، نظراً لقوّة دعاية الأخيرة، الغريب حقّاً هو بقاء الحال على ما هي عليه، دون أن تتحرّك المؤسسات المعنيّة في العمل على هذا الميدان.
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.