«LOL».. وحاجة المثقف إلى الانتباه..
هناك هجوم من «المثقفين» على برنامج «lol» الذي استقطب بسرعة قياسية نسبة عالية من المشاهدين.. وما يلفت النظر قبل إعطاء العلامات والدرجات لهذا البرنامج، هو النتيجة التي توصل إليها البرنامج على الصعد كافة، وخاصة ردود الفعل عليه سواء السلبية أو الإيجابية.. ولكن الأهم الأعداد الكبيرة التي استقطبها وما زال..
والأكثر أهمية من الأعداد التي تتابعه هي نوعية المتابعين، حيث اخترق هذا البرنامج كل اختصاصات المشاهدة، من السياسي (برامج الصباح اللبنانية والمقلدة بفشل ذريع محلياً وعربياً)، إلى الديني (؟)، إلى الفني (هيفا وتامر حسني وسواهما)، إلى التاريخي (أحمد منصور برقته وموضوعيته؟)، إلى الطبي (وجمالك سيدتي)، إلى الجنسي (صحة إنجابية)... وصولاً إلى تلفزيونات كل العيلة... وأخذ حصته من الجميع بعد أن كانت معدومة قبل أشهر وربما أسابيع..
هذا أولاً يشير إلى حجم الفراغ على المستوى الإعلامي بسبب غياب الإعلام كرسالة، وتقليصه على حجم عقول القائمين عليه محلياً وعربياً، وهو كذلك دليل ذو أهمية كبيرة على بلاهة ما يقدم على كل الشاشات الناطقة بالعربية.
وبالتالي، فإن متابعةlol إما هو هروب من متابعة البلاهة المفروضة علينا باسم الجدية، وتحديها كخيار شخصي لكل متابع، أو أن البرنامج وبهذه الشعبية يلامس آلام وهموم الناس ونقل واقعهم وتقديم رسالتهم السامية أو غير السامية (لكل رأيه)، ولو عن طريق النكتة! لكن في العموم، وشئنا أم أبينا، فإنه يصور واقعنا الذي ينوء بكلكله علينا، ويسخر منه وينقله إلى الواجهة. وإن كان، كما يخيل لكثيرين، يمس الكرامات والتاريخ والمعتقدات والأخلاق والقيم.. و.. و..
حق الملايين أن يتابعوا lol كما حق غيرهم في متابعة محطة اقرأ.
بعيداً عن الحقوق والواجبات والجدل والأخذ والرد، يبقى لمن لا يعجبه البرنامج أن يغير المحطة.. دون أن يفرض إرادته بآراء مؤطرة بيتونياً على الآخرين..