الأمريكي هو البطل.. من جديد
كانت شبه صدمة لمتابعي الأفلام الهوليودية حين أعلن عن اسم الفيلم الفائز بجائزة الأكاديمية الأمريكية للفنون (الأوسكار)، فلم يستطع أحد أن يفهم كيف لفيلم ميزانيته لا تتجاوز 11 مليون دولار أن يهزم رائعة هذا القرن «آفاتار»، نعم صديقي القارئ لقد استطاع الجندي الأمريكي أن يهزم «آفاتار»، وبدت اللعبة السياسية واضحة جدا في اختيار الفائز لهذه السنة...
The Hurt Locker «خزانة الألم» الفيلم الذي فاز بالجائزة هذا العام فيلم يتكلم عن بطولة الجندي الأمريكي في العراق، وعن تضحياته المجيدة في هذا البلد المنكوب، ضارباً بعرض الحائط كل ممارسات هذا الجندي البشعة من قتل وتدمير وسلب ونهب واغتصاب وتعذيب، وتشريد شعب كامل..
الرواية نفسها دائما: عدم قدرة هوليود على تصوير العرب إلا ككائنات لا تستطيع أن تعين نفسها، فيأتي ذاك البطل الأمريكي ليشق لهم طريق الحرية والديمقراطية عبر غبار الصحراء..
المخرج والناقد السينمائي الفرنسي ماثيو توفرو علّق على هذا الشريط المصور للمخرجة كاثرين بيغلو بقوله: «يترجم «خزانة الألم» عجز السينما الهوليودية عن تصوّر العرب أو المسلمين إلا في هيئة الكائنات الساذجة أو التي تهدّد الآخر... اقتحام الجندي الأميركي للصحراء مدفوعاً بإيمانه بصوابية قضيّته إنما هو دليل تراجيدي على تعثّر هذه الصناعة، أمام سؤال التنوّع الحضاري في العالم، في وقت تطرح فيه نفسها أداةً ترفيهية للإنسانية برمتها»..
تم رفض «آفاتار» لأنه فيلم يرفض الاستعمار والاستقواء على الشعوب الضعيفة، هذا التصور لم يعجب صناع القرار في أمريكا، وما قد يجلبه لهم من إزعاجات جديدة لو فاز بالأوسكار العالمي، فتم طرح «خزانة الألم» والذي لا يضاهي «آفاتار» لا من ناحية القصة ولا التصوير و لا المؤثرات، ولا حتى الإخراج، لكن يتفوق عليه بتصويره لجنود العم سام وكأنهم أنصار المسيح وحافظو السلام في العالم!!