جولة في كواليس مسرحية «ليلة القتلة»

يتميّز العرض المسرحي السوري «ليلة القتلة» من حيث أداء الممثلين واعتناء المخرج بأدق التفاصيل، لكنه يغفل الأبعاد الاجتماعية حين يقدم صراع الأجيال  بصورة  الدوران في حلقة مفرغة، فرغم محاولة الأولاد كسر هذه الحلقة، والتمرد على سلطة الأهل التي يرونها سلطة قمعية تستدعي الثورة، إلا أن الحلول التي يقدمونها تأخذ بالبسيط، وهو ما يدلل على عفوية على عدم النضج، وإذا كانوا يمارسون لعبة القتل فإنها تبقى مجرد لعبة طفولية لا تخرجهم من الإطار الأسري..

جريدة «قاسيون» أجرت لقاءات مع كادر العمل المسرحي، واستعرضت آراءهم عن الأجواء العامة للمسرحية بشكل خاص، وعن أجواء العمل المسرحي في سورية عموما.. البداية كانت مع المخرج مأمون الخطيب مدى ملامسة المقولة الأساسية للمسرحية لواقعنا الحالي قائلا: «أغلب المخرجين يختارون نصاً يعالج مشاكل الواقع، وهذا النص يلامس الواقع فهو آني وحالي ودائم، كونه يتعلق بمشكلة جيل يحاول أن ينتقل إلى حياة أخرى، أفضل وأجمل حسب معتقداته، في حال تخلص من الظلم الذي تفرضه سلطة ما».

وعن سؤاله حول فرص منافسة المسرح ومدى تأثيره بالمجتمع بالمقارنة مع باقي الفنون أجاب: «برأيي إن الحديث عن إمكانية تحقيق تغييرات جذرية في المجتمع قد فات، كان هذا ممكنا من قبل، الآن المسرح هو فن جميل، من الممكن أن يطرح قضايا إنسانية واجتماعية، ولكن لا يمكنه القيام بتغيير المجتمع».

الممثل يامن سليمان تحدّث عن دوره في المسرحية قائلاً: «أؤدي دور الأخ الأكبر الذي يريد التمرد ولكنه لا يستطيع إلا الرفض لانعدام البدائل»

أما علا باشا التي تلعب دور الأخت الكبرى وتتميز بشخصية عقلانية فهي «لا تستطيع أن تغير أي شيء»، وتحدثت عن الصعوبات التي يجابهها الممثل المسرحي: «هناك مشكلة والالتزام، فالمسرح يتطلب التزاما شديداً، كي تحصل على النجاح بالإضافة إلى التعب الجسدي».

وعن دورها في المسرحية قالت الممثلة ندى العبد الله: «هبة هي الأخت الصغرى  التي تسعى دائما إلى إكمال اللعبة إلى النهاية لإيمانها أنها ستستطيع، من خلال هذه اللعبة، أن تغير واقعها الذي تعيشه، وبالتالي الخروج منه نهائيا».

وسام درويش، مصمم الديكور، تحدّث عن مدى الارتباط العضوي بين تصميمه السينوغرافيا  والعرض ككل: «حاولنا أن نعمل على تفصيل هذا المنزل ليكون بلحظة من اللحظات غير معروف، بالإضافة إلى خلق علاقات بين قطع الديكور والممثل، سواء كان ذلك عن طريق  حركة الممثل، كما تم العمل على إضافة تراكمات إلى البيت لتعبر عن حالة التعفن والأوساخ».. فيما ذهبت ريم الحلو في حديثها عن الأزياء، خصوصاً لجهة تركيزها على لون حيادي إلى القول: «أظن أن الأزياء متوافقة مع المشهد العام، ليست فجة وليست حيادية بالوقت نفسه، فهذا اللون لا يلفت النظر إلى حد ما. والأزياء الأساسية جاءت بلون بيج ومائل للأبيض في بعض الأحيان للدلالة على حيادية الشخصيات في الحياة العامة، وأيضاً لكي يزداد التفاعل مع الألوان الأخرى، وهي تتيح فرصة أكبر لإيضاح التشكيل البصري العام».

وبخصوص  معالجة نص خوسيه ترييانا قال رامي عيسى مساعد المخرج: «كتب هذا النص في ستينيات القرن الماضي في كوبا، لكنني اعتقد أن مشكلات العالم إلى حد ما متشابهة وواحدة، ورغم صعوبة النص الأساسي فهو نص معقد ومركب جداً، وقد حافظ الأستاذ مأمون على النص الأساسي وعلى نسقه العام، مع إدخاله بعض التفاصيل ذات العلاقة بالواقع المعاش».