بين السيرقوني و السيكلما: ضمانات النجاح

للسنة الثالثة على التوالي يقرر أن يجازف بمعركة الشهادة الثانوية مرغماً بضغوط الأهل، وكأنما أهله من سيحقق النجاح، وخرج هذا العام بموضة جديدة، إنه يريد الضمانات للنجاح ودون ضمانات لن يقدم الامتحان!!!

عبس الجميع في وجهه، ولم تلق فكرته العبقرية أي رد فعل إيجابي على الإطلاق، حاول المراوغة بفكرة أنه يريد أن يدرس تحت إشراف عمه، وخاصة أن الأخير معروف باجتهاد أولاده جميعاً، أو أن تضمن له جدته حصوله على الهاتف النقال الفخم الذي طالما حلم به إن نجح هذا العام، أو أن يذهب ليدرس لدى خاله المغترب، باختصاص طالما حلم به.. في نهاية الاقتراحات الفذة التي قدمها، قرر بأن حدود الضمان الدنيا لكي يدرس هي أن يقدم الأهل تعهداً بأن يتم تسجيله في إحدى الجامعات الخاصة –ليس في أيٍّ منها، بل في أفضلها- وإلا فإنه لن يفتح كتاباً واحداً، ولن يذهب إلى التقديم على البطاقة الامتحانية، وخاصة أن أيام التقديم قد شارفت على الانتهاء وجرس الخطر يدق بأن تذهب الفرصة الأخيرة هذا العام للتقديم، بدأت أعصاب الأهل تتوتر، وتزداد توتراً بعد سلسلة التهديدات التي تلقوها، الأب يقضم أظافره طوال الوقت، وكاد أن يموت دهساً تحت الباص الأخضر في شارع الثورة، الأم تهز برجلها منذ الصباح الباكر، وتفور القهوة على الموقد، ويرتفع مستوى السكر في دمها، يرتفع صوت الأخت على الهاتف، يرتفع مستوى التوتر في المنزل حتى يكاد يصبح مصحاً عقلياً، وهو جالس بانتظار أيٌّ من الضمانات ستقدم له، يحاول أن يبدو متوتراً لكن ساعات نومه الطويلة لا تنبئ عن ذلك، وحركاته البطيئة، تشي بما يجول في خاطره، همست جدته في أذنه، لا ضمانات سواك.....، أنت تعلم ذلك، إن لم تدرك ذلك بعد، فهيا قم!! أنت الضامن الوحيد لنجاحك أو فشلك. انتهت اللعبة.