إنه مجلس شعراء الشــــــــــــعب
لطالما كنّا نحلم بمجتمعٍ يحكمه الشعر نكاية بأفلاطون الذي طرد الشعر من مدينته، لأسباب تتعلق بلاعاطفيّته، وتآمره الخسيس مع العقلانيين، فلا هدف شريفاً، على الأغلب، من وراء إسقاط دولة الشعراء التي أسسها هوميروس على أنقاض طروادة إلا إضعاف «الروح الوطنية».. ولطالما كان ذلك كافياً لكراهية أفلاطون، المتآمر والمدسوس..!
ولا تخفى على أحد علاقة العرب بهذا الفن، فهم جعلوه دستور حياتهم وإعلامهم، لكنهم رغم كل ذلك عافوا الشعر كما عافوا كل ما يمت للثقافة بصلة، وارتضوا التلفزيون والفيس بوك بديلاً. هكذا بات الشّعر مهملاً قليل القراءة والتعاطي، حتى أنه بات غريباً أن ترى شاعراً خارج أوساط الشعراء أنفسهم، حيث هم أنفسهم جمهور بعضهم البعض.
اليوم تتقدم ظاهرة «مجلس شعراء الشعب» وتستولي على المشهد، ظاهرة غريبة فوضوية ومجنونة تتجاوز فكرة سوق عكاظ، وبمجرد ظهورها يصبح الشعر أوتوماتيكياً فناً مرذولاً... فلنحتف بالرواية إذاً، وبالمسرحية إذا شئنا، وبالقصة وبغيرها.. على الأقل هؤلاء الجهلة والأميون لن يستطيعوا استعمال هذه الفنون لأغراض التدليس..!!