ثلاث مقالات لغسّان كنفاني
من يوميّات أبو فايز
في ذكرى ميلاد غسّان كنفاني الـ70، ننشر ثلاث مقالات قصيرة ساخرة كتبها غسّان كنفاني بإسمه المستعار «أ. ف» (أبو فايز) في جريدة «المحرر» وذلك خلال العام 1965. أضيفت المقالات لاحقًا إلى مجموعة المقالات النقدية الساخرة التي كتبها غسّان كنفاني تحت الاسم المستعار «فارس فارس»، وهو عنوان كتاب مقالات تلك التجربة الصادر عن «دار الآداب» في العام 1996.
هنا صوت فلسطين!
بعد جهود مريرة، استمرت شهورًا طويلة استطاعت منظمة التحرير الفلسطينية، أخيرًا، أن تفتتح إذاعتها في القاهرة ثلاث ساعات يوميًا، وقد فوجئ كل الثوريين في العالم بالبرنامج الثوري الذي تقدمه هذه الإذاعة: فبوسعك من السادسة والنصف أن تستمع إلى مجموعة من الأغنيات، في السابعة: طائفة من الأغنيات، وفي السابعة والنصف يحدث تغيير مهم، فيسمعونك «باقة» من الأغنيات، في الثامنة إلا ربعاً: ثلاث أغنيات، وفي الثانية يطرأ تعديل آخر: أغنية واحدة، طويلة- في الثامنة والربع: إعادة للمجموعة الأولى من الأغنيات المنقحة ومزودة بفهرس وهوامش، في الثامنة والنصف مفاجأة: نشرة الأخبار تغنيها ليلى مطر والتعليق لنجيب السراج، في التاسعة: برنامج ما يطلبه المستمعون، في التاسعة والربع: أغنيات لم يطلبها المستمعون، في التاسعة والنصف: ختام «أغنية عائدون».
يقال أن أحد المستمعين أرسل برقية تهنئة إلى الإذاعة فلُحنت على الفور، لتنويع البرامج!
(1-4-1965)
إعلانات.. مع الأحداث!
على ذمة راويين جاءا أمس من القاهرة ودمشق معًا، ذكرا، معًا، أنهما شاهدا على أبواب المقاهي في القاهرة ودمشق الإعلان التالي (وقد شاهده راوٍ ثالث في بيروت):
«المطلوب زبائن جدد لطاولات ثابتة ذات مواقع إستراتيجية- خصم على الطلبات 20 بالمئة، المؤهلات المطلوبة: قصص نضالية قديمة، ذات تفصيلات دقيقة ومثيرة، يمكن ان تروى مرة ومرتين وعشر مرات على مسامع شخص واحد- وكذلك المطلوب أن يلم الزبون بخطط نظرية للمستقبل يمكن شرحها بالتفصيل- الأوراق الثبوتية: شهادة بالسجن مدة شهر واحد على الأقل، قصاصة من جريدة قديمة تحمل مقالًا عنيفًا للزبون المشار إليه، شهادة شخصين على الأقل بأن الزبون مطارد، جواز سفر غير مجدد- المراجعة في الداخل وبالثياب الرسمية».
(8-4-1965)
شرط يشرط فهي شروط!
طارت 700 قاذفة أمريكية «لتأديب» فيتنام الشمالية فتصدت لها 6 طائرات كركوعات من مخلفات الحرب الكورية، على طريقة العصابات في الأرض، وهات يا طاخ طاخ، فسقط ما فيه النصيب.
وأرسلت واشنطن احتجاجًا: فيتنام لا تريد أن «تتأدب» يا أمم يا متحدة فما العمل؟ وأجابت فرنسا، بصفتها المجربة: «فتشوا عن موقع استراتيجي يكون اسمه ديان بيان فو وتمترسوا فيه فتلك الطريقة الوحيدة المجدية لإنهاء القتال في الهند الصينية..»!
ومن هنا جاءت دعوة جونسون إلى مفاوضات بلا شروط، هو أن يكفّ رجال الفيتكونغ عن «تشريط» وجه العم سام، ولذلك فإن من حق هذا العجوز أن يطالب بمفاوضات بلا شروط، فكيف يعقل أن يجلس إلى مائدة المفاوضات بوجه «مشرّط»؟
(14-4-1965)