فنان في الظلّ لتكون القضية في الضوء
12 مليون مستخدم لفيس بوك غيروا صورة البروفايل الخاصة بهم للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وخلف الصورة المستخدمة في هذه البروفايلات هناك قصة لمصممها وصاحب فكرتها الفنان حافظ عمر الذي استطاع بتصميم واحد أن يدفع القضية الفلسطينية إلى مقدمة اهتمامات شباب العالم العربي بعد أن توارت قليلا بسبب كثرة الهموم العربية في البلدان المختلفة.
الصورة السابقة التي غزت فيس بوك وتويتر وسلطت الضوء على الأمعاء الفلسطينية الخاوية في السجون الإسرائيلية، يراها الفنان الفلسطيني حافظ عمر لا تشكل انتصارا للقضية بل أن الانتصار من وجهة نظره حققه «جوع رجال أحرار تحت أسوأ ظروف اعتقال». وان هذه الصورة ليست سوى أداة لتسليط الضوء على حالة الجوع إلى الحرية والاحتياج إلى شربة عدل تحتاجها حياة الأحرار أكثر من احتياجها للطعام والماء.
استطاع حافظ عمر أن يغير من الصورة الافتراضية للمستخدمين على فيس بوك لتعبر عن سجين فلسطيني على صدره حروف «שבס» اختصار «שירות בתי הסוהר» (شيروت بيتي هسوهير)، والتي تعني حسب مدونة خالد صافي «مصلحة السجون الإسرائيلية» IPS Israeli Prison Service وذلك تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام.
ويرى حافظ عمر أن تغيير صورة البروفايل لا يعد عملا رمزيا فحسب، بل أنه يساعد المستخدمين على معرفة الجديد عن القضية التي قاموا بالتضامن مع أصحابها، كما أن انتشارها من خلال أكبر الصفحات والحسابات على فيس بوك وتويتر سيجعل وسائل الإعلام تهتم بالقضية طالما وجدت لها جمهورا يتابعها ويهتم بها.
حضور حافظ عمر الأخير وان كان الأشهر والأكثر تأثيرا إلا انه ليس الأول من نوعه، بل الكثيرون يستخدمون صوره للتعبير عن مختلف القضايا التي يتبناها دون أن يعرفوا هذا الفنان التشكيلي الذي تبرز عروبته وفلسطينيته من خلال كل أعماله التي واكبت مختلف المراحل الحساسة في السنوات الأخيرة.