بين قلم الرصاص وألم الرصاص
ليس بالضرورة أن تكون عبقرياً أو سياسياً أو فيلسوفاً أو عالم ذرة أو مشهوراً أو موهوماً أو سطحياً أو عميقاً أو.. أو.. أو؛ كي تفهم أن الحياة مفاوضات! لأنها بالفعل كذلك! ولكن من الضروري أن تكون قوياً بما فيه الكفاية، وجاهزاً لهذه المرحلة، ومؤمناً بحقك في الحياة كي تستطيع التفاوض عليه! لأن المغامرة في هذه الحالة تأخذ شكل المقامرة!
فحين يجلس الخصمان على الطاولة نفسها يبدأ كل طرف في حساب قوة الآخر لا حساب حظه، لأن الأوراق التي تُستخدم في لعبة المفاوضات لا يمكن تشبيهها بأوراق لعبة البوكر، وإلا فإن النتائج ستكون كارثية دائماً على قليل الحظ! وسيخسر في النهاية كل شيء.
قوانين لعبة البوكر يتسلسل فيها الربح ويختلف باختلاف ضربات الحظ، فمرةً قد تظن أنك ربحت الكل بثلاثة من النوع نفسه! لتجد خصمك يلقي بأوراقه الخمس من اللون نفسه ليقشّطك كل شيء! ومرة تنتظر ورقة حظك ليكتمل اللون هذه المرة عندك ليأتيك النحس بالبيت المكتمل عند الخصم؛ هو اليأس إذاً على طاولة الحظ الذي لن يأتي أبداً، لأنه ليس مصادفة ان خصمك على طاولة المفاوضات هو نفسه مبتكر لعبة البوكر! فكيف تظن أن قرارك باللعب صائب.. ألم تعرق وتُرهق بما فيه الكفاية يا كبير؟ ألم تستنتج بعد أن لعبة المفاوضات هي لعبة قذرة بكل المقاييس حين تشبه لعبة البوكر، وتبدو شريفة ونظيفة جداً بكل المقاييس اذا كانت تشبه لعبة الشطرنج!
إذا كان التفاوض هو وسيلة الوصول إلى الدولة التي لاحقاً ستُقسم إلى قطع بازل يتم في كل مرحلة العبث بحدودها وشكلها المقرر مسبقاً مع كل لعبة أقصد علبة! فلماذا إذاً كل هذا العناء؟!
ألم يكن من الأجدر والأضمن لعب البوكر مع هذا الاحتلال من الخارج؟ على الأقل كنا سنبقي على باب الفرص مفتوحاً بجمع المبالغ المطلوبة في كل جولة يتم تقشيطنا بها، والعرب والغرب كانوا وما زالوا كريمين جداً معنا في تبرعاتهم السخية ليضمنوا استمرارنا في اللعب، على أمل أن يحالفنا الحظ مرة واحدة فقط ونربح دولتنا.
تُرى ما وجه الشبه بين قلم الرصاص في جيب المفاوض، وألم الرصاص في جسد المقاوم؟!