في المعهد العالي للموسيقى

في المعهد العالي للموسيقى

أقام المعهد العالي للموسيقى بدمشق، الذي يعتبر في صدارة المؤسسات التعليمية المعنية بإعداد الفنانين السوريين وتأهيلهم، للمساهمة مستقبلاً في صناعة وتطوير الفن السوري، مجموعة من النشاطات والحفلات الموسيقية الداخلية ضمن بناء المعهد الكائن في ساحة الأمويين.

 

تضمنت النشاطات حفلاً لأوركسترا الطلاب التقليدية، المكونة من بعض الآلات الموسيقية الشرقية المتعارف عليها في الموسيقى العربية، كالعود والقانون والناي والرق، بالإضافة لكورال غنائي، حيث قامت أوركسترا الطلاب بتقديم مقطوعات غنائية وموسيقية لمؤلفين سوريين وعرب معروفين، كما قام كورال الطلاب الكبير المكون مما يقارب (60) مغنياً ومغنية بتقديم أعمال أوبرالية عالمية بالإضافة لأعمال غنائية سورية موزعة على أربعة أصوات لمؤلفين سوريين، تلاها أوركسترا الطلاب السيمفونية التي قدمت عملاً للموسيقي التشيكي العالمي دفورجاك، إضافة إلى نشاطات مختلفة منفصلة ، منها (حفلٌ قُدمت فيه موسيقى من عصر الباروك، وحفلان للطلاب المتفوقين في السنوات الأخيرة من الدراسة).
إن الهدف من هذه النشاطات المتميزة، وكما أكد العديد من الطلبة لـ «قاسيون» هو خلق منابر ومساحات جديدة لاحتكاك الطلاب بالجمهور، مما يكسب الطلاب خبرات جديدة  في مجال عملهم (خشبة المسرح). بالإضافة إلى ردم الهوة بين النخب الفنية والجمهور الذي بات متعطشاً لمثل هكذا نشاطات، يمكن أن تخفف من عبء الحرب الثقيل وتخلق مساحة من الهدوء والراحة المطلوبة للاستمرار في الواقع الصعب.
بالإضافة إلى ضرورة تعميم هذه التجربة  في مسارح ومراكز دمشق الثقافية، بهدف الخروج من حالة النشاط «الداخلي» الذي  يقتصر فيه الحضور على الدائرة المقربة من المعنيين بالأمر، من أهالي الطلاب وأسرة المعهد. بغية خلق تواصل حقيقي بين العازف والمستمع، والسير خطوة باتجاه تأهيل وإعداد الطلاب لمساهمة أكثر فعالية في نشر الموسيقى وطرحها أكثر للعامة التي باتت متعطشة لفن يروي ظمأها ويزيح عن كاهلها عبء الحرب وماتخلقه من صعوبات واقعية.