أسبوع الماغوط الثقافي

أسبوع الماغوط الثقافي

ما الذي فعله الماغوط بنا؟ كيف صار لهذا الشاعر المتمرد على الأرصفة أن يصنع للعراة تاجاً من الوحول، وأجنحة للحلم والتمرد؟ من أي منجم عميق نبش كل هذه الكنوز من الآلام والشكوى والمرارة؟ ومن أي فاكهة غامضة اخترع كل هذه الكيمياء من عصير الحياة المرة؟

 

هي كلمات خطها خليل صويلح في كتابه «اغتصاب كان وأخواتها» جامعاً شذرات من لقاءات جمعته بالماغوط، تحكي جانباً آخر له غير الذي جسد في إبداعاته، فإن كان الفن في السلم، مقياساً لتطور المجتمعات الثقافي والروحي، فهو في الحرب ليس كما يصفه البعض ترفاً أو بذخاً فكرياً وإنما حاجة ملحة وضرورة لإعادة توجيه البوصلة التي تاهت وسط الدمار الذي خلفته الحرب، وشمعة مضاءة تحارب الظلام الفكري الذي فرضه الإرهاب الأصولي.
أقيمت في فندق الشهباء في حلب فعاليات أسبوع محمد الماغوط الثقافي، وتضمنت عرضاً لمسرحيات: كاسك ياوطن، ضيعة تشرين، غربة. وأفلام: التقرير والحدود.
الأستاذ عبيدة قدسي أستاذ ومحاضر في كلية الفنون الجميلة تحدث لنا عن الفعالية، وهي ليست الأولى من نوعها، بأنها الفعالية التي احتفت بمن غاب وظل حاضراً في الذاكرة والإبداع، فكانت الدعوة لتكريم الفنان دريد لحام، وتحية لروح الفنان عمر حجو، إضافة إلى ما تم إقامته على هامش الفعالية، من فلاشات فنية تراوحت بين لوحات زيتية وكاريكاتورية وبورتريه للشخصيات التي ظهرت في إبداعات الماغوط، ومنحوتات فنية، وعرض موسيقي على الأورغ والكلارينيت، قدمه نخبة من طلبة كلية الفنون الجميلة في جامعة حلب.
رغم أن الماغوط رفض يوماً أن يكون مجرد حالة ثقافية وإنما عبر عن هاجس سياسي-اجتماعي، فكسر البراويز التي حاول البعض وضعه بها، إلا أنه حضر بالفعالية ليقول كلمته معبراً عن هذا الهاجس، في زمن غرقنا بشعاراته ونسينا واقعنا، فرأى خرابنا اليوم.