«الشعر حالة جمالية ويختزل الكثير..»
قدم الباحث ياسر الأحمد يوم الثلاثاء 20/ 1/2015 في المركز الثقافي بكفر سوسة قراءة في شعر الشاعر بدوي الجبل الذي عرف بإشراق الأسلوب، وعبر عن عبقرية مبكرة، ناشراً أشعاره وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.
ولد محمد سليمان الأحمد المعروف بـ«بدوي الجبل» المتوفى في عام 1981، في قرية ديفة بمحافظة اللاذقية، واختلف الباحثون في عام مولده، والأرجح أنه حوالي عام 1906 استناداً إلى ما كتبه في إحدى قصائده. تلقى تعليمه على يد والده الشيخ سليمان الأحمد، وسمي عضواً بمجمع اللغة العربية في دمشق. ونظم الشعر صغيراً.
و(بدوي الجبل) لقب أطلقه عليه المرحوم «يوسف العيسى» صاحب جريدة «ألف باء» الدمشقية في العشرينيات، عمل في الحقل السياسي. معظم شعره وطني وقومي كونه عاش في زمن حافل بالإحداث، ولكنه أيضاً نظم الكثير في الغزل. ولا يقل نثره في جمال موسيقاه عن شعره.
وفي حديث خاص لقاسيون أكد الباحث على دور الطاقات المبدعة للشباب حيث كانت بداية القرن العشرين مليئة بأحداث هامة (انهيار امبراطوريات، حرب عالمية، ثورات.. الخ) وهناك قاعدة في علم الجمال تؤكد أن الأحداث الهامة في التاريخ غالباً ما ترتبط بنشوء أدب عالي المستوى لاحقاً، وليس مصادفة أن ركزت المحاضرة على الأبيات التي قالها بدوي الجبل في سن مبكرة، وطرح من خلالها أفكاراً مذهلة بعمقها في تلك الفترة.
وفي مقارنة مع ما يجري اليوم، نجد أنه حتى الكبار لا يستطيعون فهم بعض الأمور التي يمر بها العالم اليوم وبلادنا من ضمنها، خاصة أن العالم يمر منذ أواخر القرن الماضي بحالة انهيار وتغير منظومات بأكملها، وقد مررنا بمرحلة تراجع فكري بالدرجة الأولى، ولذلك لم يستطع الكثير من الشعراء التحليق عالياً، وهذا نتاج عامل موضوعي ويلزم الكثير من العمل عليه.
الشعر حالة جمالية ويختزل الكثير، وهو مهم لكل شعوب العالم أما بالنسبة للعرب فهو ديوان العرب، ويعود ذلك الى الموسيقا الموجودة فيه، وعندما بدأنا نتخلى عن الموسيقا بدأ التراجع في الشعر بالإضافة إلى وجود أشكال أدبية جديدة، بالإضافة إلى تزايد دور الرواية كثيراً.