إغلاق المراكز الثقافية السورية في الخارج؟!
أصدر وزير الثقافة مؤخراً قراراً بإغلاق المراكز الثقافية السورية في الخارج، في وقت باتت المأساة الدائرة في سورية حدثاً عالمياً، وبات الاهتمام بالشأن السوري السياسي والثقافي أمراً واقعاً، وفي وقت تتزايد فيه أعداد الجاليات السورية في الخارج.
وعدا عن أن مثل هذا القرار يشكل من حيث المبدأ أحد أوجه التراجع عن حق وواجب من واجبات الدولة السورية، بتوفير قنوات التواصل مع الآخر، ومع الجاليات السورية في الخارج، جاء توقيت القرار ليضع الكثير من علامات الاستفهام، ويترك ردود أفعال عديدة في الوسط الثقافي والإعلامي السوري.
وفي هذا السياق كانت الكاتبة السورية «د. ناديا خوست» قد نشرت في موقع المجلس الوطني للإعلام مقالاً هاماً* قالت فيه:
«لا نستطيع تفسير قرار وزارة الثقافة الخطر إلا بتقليص سيادة الدولة على مساحات منها الثقافة، التزاما بتوصيات المنظمات الدولية الساهرة على اقتصاد السوق. أو بغياب الرؤية الاستراتيجية التي تقدر أن واجبها الأول بحث تقصير الثقافة عن السياسة، والفراغ الفكري، وواجب مواجهة الفكر التكفيري، وبحث خسائر الآثار السورية..» وتساءلت الدكتورة ناديا مشككة في توقيت القرار «هل مصادفة أن يعلن افتتاح مركز ثقافي تديره المعارضة السورية المتمردة على الدولة السورية في منتصف هذا الشهر في تركيا، وأن تغلق وزارة الثقافة مراكزها في الموعد نفسه تقريباً؟!»
ورداً على حجج الوزارة بتخفيض النفقات قالت د ناديا« باسم ضغط النفقات نسبب هذه الخسائر «الاستراتيجية» ونرتكب خطأ سياسياً فادحاً! ونهجر السوريين في المغترب ونكسر أيدي المدافعين عن الوطن في الغربة! تريدون ضغط النفقات؟ اضغطوها في شكل آخر! خفضوا رواتب العاملين في تلك المراكز إذا كانت فائضة. تنازلوا عن سياراتكم وعن بونات البنزين التي تستهلكها وزاراتكم، وسنستبشر عندئذ بحل مشكلة المواصلات العامة! أما إغلاق المراكز الثقافية، الفسحة الباقية من سورية لجالياتها ولأصدقاء سورية، فهو إلغاء الصوت السوري، ولا يمكن إلا أن يستنكر ويثير احتجاج السوريين في المغترب! ولا يمكن إلا أن نشك في الدافع الحقيقي إليه! وكأنما مشروع كل مرحلة في وزارة الثقافة أن تدمر جزءا مما سلِم من مرحلة سابقة!
كان المفترض أن تدافع وزارة الثقافة عن مراكزها الثقافية، وأن تحاول نشرها حيث لا توجد، لا أن تبادر إلى إغلاقها! لكن يبدو أننا كلما ابتعدنا عن الدلف في وزارة الثقافة وجدنا أنفسنا تحت المزراب!»