حضور مميز للتكنولوجيا في أبوظبي للكتاب
جاء معرض أبوظبي الدولي للكتاب في يوبيله الفضي، حافلا بالعديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة، إلا أن التكنولوجيا الرقمية الحديثة كانت بمثابة الحدث الرئيسي الذي طغى على نسخة هذا العام.
وخصص المعرض في دورته الـ25 ركنا رقميا موسعا لمزودي خدمات صناعة الكتاب، وهو الركن المخصص للكتب ذات المحتوى الرقمي، حيث يعرض فيه مطورو المحتوى ومزودوها منتجاتهم وخدماتهم لمجتمع النشر الشرق أوسطي.
ويمثل ركن النشر الرقمي المركز الرئيس لإقامة كافة الأنشطة ذات الصلة بوسائل الإعلام الرقمية والمناقشات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
إلا أن ركن النشر الرقمي لم يكن الوحيد الذي أعنى للتكنولوجيا الرقمية أهمية خاصة، بل كان للعارضين وحتى رعاة المعرض لهذا العام نصيبا كبيرا منها لاسيما في طريقة عرض محتواها.
وقد ساعدت هذه التكنولوجيا الحديثة على تواصل وتفاعل مع زوار المعرض ورواده بشكل أفضل، كما استمالت أجيال الشباب، وكذلك جيل الأطفال المتطلع لطريقة عرض مختلفة.
ويعد الاختلاف في طريقة عرض وإيصال المحتوى التعليمي للأطفال وحتى المعلوماتي للكبار إحدى طرق العرض الجديدة التي يزداد الطلب عليها يوما بعد يوم في سوق معارض الكتب، وهو ما قد يهدد صناعة الكتب الورقية.
ورغم ذلك فقد استقبل المعرض هذا العام عددا كبيرا من دور النشر المختلفة، بمشاركة 1,025 جهة عارضة قدمت من 50 بلداً.
وكان المعرض حريصا على نشر الندوات والمحاضرات التي أقامها بتقنية حديثة وبطرق عرض مختلفة، كما أطلقت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تطبيقاً إلكترونياً شاملاً مخصصاً لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب يعمل على الأجهزة اللوحية والأجهزة المحمولة بكافة أنواعها.
ولم تخل الفعاليات والندوات نفسها من مناقشة التكنولوجيا الحديثة، فقد تحدثت نحو تسع ندوات على مدار سبعة أيام، هي عمر المعرض، عن التكنولوجيا، وكانت "وسائل الإعلام الاجتماعية ومكافحة الإرهاب"، و"الرواية في العالم الرقمي" و"الكتب التفاعلية".
وفي ندوة "الرواية في العالم الرقمي"، الاثنين، أكدت الروائية والإعلامية الإماراتية لميس يوسف استفادتها من العالم الرقمي قبل وبعد نشر روايتها، مشيرة إلى الاستحسان الذي تلقته روايتها الأولي "حجر ورقة مقص" للنور، بعد أن نشرت أربعة فصول منها على الإنترنت.
كما أصدرت دار الكتب، التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بطاقات إلكترونية مرتبطة بتطبيقات تعمل على الأجهزة اللوحية والمحمولة، تتيح المجال للشغوفين بالكتب والمؤلفات الإبحار في عدد كبير من إصدارات الهيئة بمشاريعها وسلاسلها المختلفة والمتنوعة، ليصبح الكتاب الإلكتروني وسيلة قريبة من أيدي كل جمهور القراء من مختلف الأعمار.