فبركة.. و«توحيد البث»

فبركة.. و«توحيد البث»

نراها كل حين، مازالت تثير فينا الكثير من الضحك، هي صور على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، لبعض «المنتصرين» من السوريين الحائزين على «جرة غاز» أو «بيدون مازوت»، وكأنهم فازوا للتو بأكبر الجوائز...!!

لم يعد النظر إليها كنوع من الترفيه الفيسبوكي المعتاد، هي الكوميديا السوداء التي جسدتها معاناة شعب بأكمله، فباتت تلك المشاهد جزءاً لا ينسى من حياة كل منا اليومية، لكن أحداً لا يستطيع أن يثني «هذا المنتصر» عن الاحتفال بما اغتنمه، فهو نصره الوحيد خلال يوم كامل من الهزائم..
بالمقابل كانت بعض قنوات الإعلام تحتفل بـفوز موهبة سورية في أحد برامج المسابقات الفنية الشهيرة في الإعلام «المتآمر»، وذهبت إلى حد إعلان هذا الفوز كما لو أنه انتصار سوري على خيوط وأطراف «المؤامرة»...!!
بثت إحداها شريطاً إخبارياً عاجلاً على حصول سورية لـ«اللقب» لسنة الـ2014، بينما أوقفت قناة إذاعية بث برامجها لتتلقى الاتصالات المباركة لهذا الفوز، وذهبت قناة شبه رسمية باحتفالاتها إلى حد توحيد البث مع قناة صاحبة حقوق عرض البرنامج، تلك القناتان اللتان تتبادلان على الدوام الاتهامات بالفبركة والتضليل..!! هل تحاول قنواتنا تطبيق مقولة «إن الفن من شأنه أن يجمع ما فرقته السياسة» وعليه فإن حدود «المقاومة» تقف على عتبات هذا البرنامج أو ذاك...!!؟
في حين يحاول السوريون رسم ابتسامة الأمل والخلاص من رحم المعاناة، نرى الإعلام السوري مرةً أخرى وقد نأى بنفسه عن كونه «إعلاماً جدياً»، يرتقي إلى مستوى الأزمة ومخاطرها، إعلاماً مازال يثبت في كل يوم أنه بعيد كل البعد عن هموم السوريين ومعاناتهم، غير قادر عن التعبير عن مطالب المواطن السوري حتى وإن تعلق الأمر بجرة غاز أو بيدون مازوت...