باختصار

باختصار

«ما في العيشِ خيرٌ.. إذا ذَهبَ الحَياءُ..!» / أكثر من 20 دولة بمهرجان «لوديف» للشعر بفرنسا.. 

قام  تنظيم «داعش» في الموصل، بإزالة تمثال الشاعر «أبو تمام» أول من أمس بجرافة في منطقة باب الطوب وسط المدينة المحتلة من قبلها. 

لم يبدأ تهديم التماثيل في العراق، فقد شهدت سورية قبله تهديم الكثير منها، بحجة أنّها «أصنام ولا بدّ أن تهدم»، بدأت في شباط من العام الماضي مع تمثال أبي العلاء المعري الذي قطع رأسه مسلحون تابعون لجبهة «النصرة» في معرّة النعمان في محافظة إدلب السوريّة، وحطّمت «داعش» بعدها أشهر تمثال للخليفة العباسي هارون الرشيد في حديقة الرشيد في محافظة الرقة. 

وأبو تمام (804 ـــ 846 م) المولود في إحدى قرى حوران السوريّة أيّام حكم هارون الرشيد، رحل إلى مصر واستقدمه الخليفة المعتصم إلى بغداد، ثمّ أقام في الموصل بعد تولّيه بريدها. وتوفي هناك. له من الآثار المكتوبة: «فحول الشعراء»، و«ديوان الحماسة»، و«مختار أشعار القبائل»، و«الوحشيات» وهو ديوان الحماسة الصغرى، وديوان شعره.

ربّما لم «يشفع» له لدى «داعش» أنّ أبي تمام أسلَم بعدما كان نصرانيّاً. لعلّه بقي مسجّلاً عندهم بكونه ابن «ثيودوس» الخمّار الدمشقي، ولم يصلهم منذ مئات السنوات أنّه أوصل نسبه بقبيلة طيِّئ، واستبدل اسم أبيه بأوس بن الحارث الطائي. وتهدّد داعش من يخالف الشريعة والثوابت التي وضعتها في «وثيقة المدينة» (تضم أحكاماً وعقوبات لمخالفيه) وحذّر فيها من «تجارة الدخان والخمور»، وطالب نساء الموصل بـ «الحشمة والستر وترك الخروج من المنزل»، فهو في النهاية أكّد «طمس القبور والمزارات الشركيّة في العراق». 

ولعل أبا تمام لم يواجه تمثاله رجال الدولة الإسلامية إلا ببيتين من شعره، وهما: «إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً/ فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ.. فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ/ ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ..». 

أكثر من 20 دولة بمهرجان «لوديف» للشعر بفرنسا.. 

يستضيف مهرجان أصوات البحر المتوسط في دورته الخامسة عشرة بمدينة لوديف الفرنسية هذا العام أكثر من خمسين شاعراً وشاعرة من مختلف أنحاء دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

وكان حفل الافتتاح الذي حضره أغلب الشعراء المشاركين وفرق موسيقية وفنية متنوعة من 24 دولة متوسطية، قد احتفى بالشعر الجزائري على وجه الخصوص وذلك لتزامنه مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.

من الدول المشاركة في مهرجان لوديف العالمي للشعر: فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، اليونان، البرتغال، رومانيا، صربيا، سلوفينيا، قبرص، تركيا، ألبانيا، بلغاريا، مالطة، الجزائر، فلسطين، المغرب، الأردن، لبنان، سورية، تونس، إيران.

ويكتسب المهرجان خصوصيته من كونه يعقد فعالياته الجماهيرية في الهواء الطلق، في أمكنة مفتوحة، قرب الأنهار، وفي الحدائق، وعلى الجسور العتيقة، وفي المقاهي، في أجواء حميمة تلائم الفنون والإبداعات التلقائية الطازجة التي يعرضها المهرجان. وبخلاف الفعاليات الشعرية، يشتمل المهرجان أيضًا على حفلات موسيقية، وغنائية، ومسرحية، فضلاً عن الرقصات، وعروض السيرك.