عــائــد إلــى يــافــا
حسن حجازي شاب فلسطيني يعمل في وزارة التربية السورية، ويبلغ من العمر 28 عاماً. لم ير كغيره من فلسطينيي سورية أرض آبائه وأجداده، وكان بإمكانه الاكتفاء بالوقوف أمام السياج الفاصل في الجولان، الأحد الماضي، والتلويح من بعيد لتلك الأرض التي ينتمي إليها، لكنّه ذهب أبعد من ذلك بكثير.
«كان حلمي أن أذهب إلى يافا» قال الشاب للقناة العاشرة الإسرائيلية، بعد أن تمكن من التجول في تل أبيب، طيلة يوم كامل. وتحدث حجازي للقناة الإسرائيلية عن طريقة وصوله من الجولان بعد أن صعد إلى حافلة كان يستقلها جنود إسرائيليون ونشطاء سلام، وجلس حسن إلى جانب جندي إسرائيلي في الرحلة التي امتدت مسافتها لأكثر من مئتي كيلومتر، أملاً في تحقيق حلمه.
وقال حسن إنّه لم يخش من الجنود الذين كانوا في الحافلة، وأضاف «بل على العكس فإنّ الجندي الذي كان إلى جانبي هو من خاف مني».
وعلى الرغم من أنّ الشرطة الإسرائيلية أعلنت عن القبض على «ثلاثة متسللين» في مجدل شمس، وأشارت إلى اعتقال شخص رابع في تل أبيب، فإنّ حسن هو من سلّم نفسه بعد المقابلة التلفزيونية، حيث لم يكن الإسرائيليون يعلمون بوجوده.
واعتبر حسن أنّ اختراق الحدود، والوصول إلى تل أبيب، يشكل بالدرجة الأولى «إنجازاً رمزياً»، أكثر مما يعتبر «انتصاراً»، وأضاف أنّ «الجيوش» هي من ستحقق الانتصار الحقيقي.
وأعلنت المحكمة الإسرائيلية في تل أبيب، أمس، عن التحفظ على حسن حجازي حتى الخميس المقبل معتبرة أنّه يشكل خطراً، لكنّها أعطت الخيار للسلطات في مسألة ترحيله.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الشرطة ستطالب بأن يبقى حسن قيد الاعتقال مع احتمال توجيه تهمة «الإقامة غير المشروعة على أراضي إسرائيل».
وحاول حسن، خلال جولته، أن يصل إلى منزل والديه في يافا الذي هجّروا منه عام 1948، بعد أن ساعده «نشطاء سلام» في الوصول إلى المدينة، ويبدو أنّهم هم الذين ساعدوه في ركوبٍ الباص، ودفع أجرته خلال الرحلة. ولم يتضح ما إذا كان قد وجد المنزل، أو حتى موقعه في المدينة، أم لا.
وفي تل أبيب أعلن حسن للصحافيين عن «الفخر بالعودة إلى يافا»، وقال إنّ هذا البلد «ليس إسرائيل.. وأنا لا أعترف بشيء اسمه إسرائيل.. إنّه بلدي فلسطين»، وأضاف «ربما هنالك فلسطينيون لا يريدون العودة لكنّ هنالك الكثير من اليهــود الذين يريدون مغادرة فلسطين». وأكد حسن على الموقف من ناحيته قائلاً «أريد البقاء حيث ولد والدي وجدي وسأجلب عائلتي أيضاً».