إعلانات الأزمة.. وحيتان كل الأزمات
انضمت لوحات الإعلان الطرقية إلى حملة التعبئة العامة في البلد، فحيثما مشى المرء طالعته لوحات عن القانون والحرية والوحدة الوطنية ومحاربة الفتنة..
لا شك أن لا أحد يتعارض مع الشعارات من حيث المبدأ، ولكن أن تعرف أن وراء بعض لوحات هذه الحملة حيتان المال الفاسدين، فهذا وحده قد يشكل سبباً جدياً لإشاحة النظر عنها، ما يجعلها وقلّتها واحداً، كما يقال..
أنا مع القانون
في هذا السياق، من اللافت حقاً سلسلة «أنا مع القانون» التي تقرؤها في شارع ما تقول: «أنا مع القانون... هادئ أو متوتر»، وفي شارع ثان: «أنا مع القانون... كبير أو صغير»، وفي شارع ثالث: «أنا مع القانون... يسار أو يمين»..
بغض النظر عن الخطأ اللغوي الوارد في هذه «الشعارات» حيث ينبغي نصب الكلمات لتصبح «هادئاً، متوتراً، كبيراً... إلخ»، لأنها حال منصوبة.. بغض النظر عن خطأ غير قانوني لغوياً علينا أن نسأل: ماذا يريد أن يقول كاتبها؟ أمر واحد فقط ما يقوله إن الماء هو الماء.. وسوى ذلك من منا ليس مع القانون؟
كلنا مع القانون، والقانون معنا.. ولكن أين هو القانون يا أولاد الحلال؟ أليست إحدى مشكلاتنا الكبرى غياب القوانين أو عدم الالتزام بها؟
وهناك شعارات الحرية.. حيث نقرأ منها الكثير، وكلها تبدأ بكلمة الحرية:
وهذه الحرية:
لا تبدأ باللامبالاة، تبدأ باحترام العادات والتقاليد..
لا تبدأ بالطائفية، تبدأ بالوحدة الوطنية..
لا تبدأ بالفوضى، تبدأ بالالتزام بالقوانين..
لا تبدأ بالفوضى، تبدأ بالمسؤولية..
لا تبدأ بإطلاق الشعارات، تبدأ بالعمل..
لا تبدأ بالآخرين، تبدأ بالنفس..
لا تبدأ بالخراب، تبدأ بالوقوف إلى جانب القانون..
لا تبدأ بالجهل، تبدأ بالوعي..
لا تبدأ بالعنف، تبدأ باحترام الرأي الآخر..
لا تبدأ بقتل رجال الأمن، تبدأ بالتفاهم..
لا تبدأ بإرهاب الآخرين، تقف عند حرية الآخرين..
لا تبدأ بتخريب الممتلكات العامة، تبدأ بالنظام..
إن هذه العبارات الموجهة للمواطن السوري وكأنها تدينه أو تتوعده، يجب أن توجه لمن وضعها أولاً، فربما لو التزم بمضمونها لما تفجرت هذه الأزمة.