أندريه مسكفين : مصور الروائع..
يقدم الناقد السينمائي الروسي ياكف ليونيدوفيتش بوتوفسكي في كتابه «مصور الروائع أندريه مسكفين» مونوغرافيا هي الأولى من نوعها في النقد السينمائي حول حياة وفن هذا المصور السينمائي الاستثنائي ليس في روسيا فحسب بل في العالم كله.
ويتحدث الكتاب الذي ترجمه محمد الخيمي عن المصور السينمائي الروسي مسكفين الذي عاش بين 1901 و 1961 وأدخل الكثير إلى جعبة التطور الابداعي في العالم خاصة عبر أفلامه المعطف.. بابل الجديدة.. ثلاثية مكسيم.. إيفان الرهيب.. دون كيشوت.. السيدة صاحبة الكلب.. حيث اسس من خلالها مدرسة التصوير السينمائية الروسية الحديثة.
ويعتبر مسكفين من القلائل الذين مثلوا الثقافة السوفيتيية وحافظوا على استمراريتها في خضم التجارب التقنية والفنية السينمائية المتنوعة في منطقة أوروبا الشرقية وغيرها من المدارس السينمائية العالمية.
وينتمي مسكفين إلى الجيل الأكبر سناً من صناع السينما السوفييتية الذين وصلوا إلى الأستوديو من دون شهادات مدارس سينمائية أكاديمية ودون أية خبرة عملية حيث استطاعوا من خلال أفلامهم أن يضعوا السينما السوفييتية في طليعة سينما العالم.
ويعتبر المصور الروسي بطل الكتاب من القلائل الذين يعرفون كيفية القيادة السينمائية ما وضعه أمام قدرة كبيرة في تحويل الميكانيكي الى أداة تصنع التحف الفنية من خلال مزج التصوير السينمائي بالفنون الأخرى.
ويتعرف القارئ إلى بعض الأسماء التي واكبت عمل المصور الروسي من خلال قراءة الكتاب حيث استشهد المؤلف بالمحادثات المسجلة بين زملاء العمل والمقربين من بطل البحث في سعي نحو الحقائق الواقعية لعمل وحياة مسكفين لتقديمها بشكل صادق عن طريق مطابقة الحكايا بالوثائق والأرشيف.
ويعتبر الكتاب ذا قيمة مميزة من حيث دقة العمل الأرشيفي والقدرة على وصف التقنيات المستخدمة.
وتمكن المؤلف في كتابه الصادر عن المؤسسة العامة للسينما 487 صفحة من رؤية الاتصال الوثيق بين المشاكل الصغيرة في عالم التصوير السينمائي والقضايا الفنية في العصور السينمائية كاملة..