هارولد بنتر.. عودة للشعر

هارولد بنتر.. عودة للشعر

البريطاني هارولد بنتر قرر أن يهجر المسرح والسياسة ويعود إلى الشعر، حيث نشر مؤخرا مجموعة من القصائد التي لفتت الصحافة الثقافية البريطانية وأثارت اهتمام النقاد تجاه موهبة كبيرة أثارت الجدل من حولها منذ أن تحول بنتر منذ سنة 2003 إلى العمل السياسي الاحتجاجي وكتابة المقالات السياسية ضد الاجتياح الأميركي للعراق.

عام 1957 كان هارولد بنتر في السابعة والعشرين حين ظهر كمسرحي، لكنه كان قد نشر قصائد له قبل بلوغه العشرين. وشكل الشعر متنفساً بل عالماً موازياً، إن لم نقل بديلاً لكتابة المسرحيات عند بنتر، إلا انه اعتبر المسرح حقل إبداعه الرئيسي حتى أوائل عام 2005 حين صرح بأنه سيترك كتابة المسرحيات للتركيز على الشعر والمقالات السياسية.

ورغم تفرغه للمسرح فإن قصائده القليلة لاقت تقديرا كبيرا، ومن ذلك عمله «الحرب» المتضمن تسع قصائد وخطبة سياسية، والذي نال جائزة ولفريد أوين. كما حصل بنتر على جائزة «بريانزا» الايطالية للشعر عام 2000 .

وإذا كانت مسرحياته قد عادت عليه بجائزة نوبل للأدب ، فإن الجو المنذر بالتهديد الذي يسيطر على مزاج مسرحياته يتردد صداه أيضاً في القصائد قصيدة «فيما بعد» تبتدئ بمنظر للقمر يوحي بإيغال رومانسي لكنه ينحو بدلاً من ذلك إلى رؤية سواد عبر «أشجار ميتة/ أرضية غرفة مشمعة ميتة ». وعبر الشعر اختار بنتر التعامل مع السرطان الذي أصابه في سنواته الأخيرة «قصيدة خلايا السرطان» يقول الناقد مايكل بيلينغتون إن «بمقدور بنتر تناول الكلام العادي مستخرجاً منه سمته الشعرية، إيقاعاته، وترديداته، محولاً إياها إلى كلام افتتاني».