الموت حباً... أم التغيير بالحب؟!
أثار حسني هلال فيما كتبه عن الحب «السيادة والإنابة» ذكريات وتداعيات.. فما زال عالقاً في الذاكرة منذ أيام الشباب والمراهقة الفيلم الفرنسي «الموت حباً» كما تداعت من الذاكرة قصص الشعراء العذريين وأبرزها حكاية جميل وبثينة.. وقيس وليلى
وقصة عنترة الذي أحب عبلة وحرم من الزواج بها لأنه عبد رغم كل قدراته.. وامتنع عن الدفاع عن قبيلته «عبس» فقيل له «كُر» أي اهجم. فقال العبد لا يكر.. فقيل له كر فأنت حر.. ونال حبيبته التي تحبه أيضاً. أن تُحب.. فهذا شيء سهل.. وربما يصل بك إلى الموت وكثير من الحب ما قتل.. أن تحب فذلك شيء باختيارك وعلى طريقتك.. وليس على طريقة نزار قباني الذي يحدد لحبيبته طريقة موتها إما على صدره.. أو فوق دفاتر أشعاره وفهذه أنانية أن تحب ذلك حق طبيعي لك.. لكن أن تجد من يبادلك الحب فهذا شيء صعب.. فالحب له طرفان.. وهو ليس بمعزل عن الآخر.. وعن القوم.. ويصل إلى حد الإيمان ولكي تؤمن يجب أن «تحب لأخيك ما تحب لنفسك» ليس في الرغبات والعواطف فقط بل هو في الأفكار والرؤى و«الممارسة» وهي الأساس... والحب يتناقض مع المنكر... ألم يقل محمد بن عبد الله أيضاً «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» والمنكر ليس المعصية فقط.
فالفقر منكر والكفر.. والبطالة والاحتكار ومنكر.. والجهل منكر.. والظلم والطغيان وغياب العدالة والمساواة منكر.. وكبرى الكبائر خيانة الوطن.. والمنكر كل ما يتعارض مع الطبيعة وإنسانية الإنسان. والحب.. يحتاج إلى التغيير.. والتغيير ليس بمعزل عن القوم أي المجتمع المحيط «فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم» فكما الممارسة العملية.. تغيير ما في النفس ليس كما يظن البعض ويروج له مدّعوا الدين في العبادات والمظهر كتقصير الثياب وإطالة اللحى وغيرها.. وإنما تغيير جذري شامل وعلى الصعد كافة بدلالة الجزء الأول من الحديث الذي جاء مطلقاً وجماعياً «لا يغير الله ما في قومٍ..».
فما رايكم أن التغيير بالحب ــ أي نبذ القتال والاقتتال.. وما رأي صديقنا حسني هلال..؟