المخيلة في عبقرية المبدع
نتفق جميعاً على أن العبقرية هي مصطلح شديد العمومية، لا ينطبق على الفنانين فقط، بل على كبار القادة والعلماء، بشتى الاختصاصات والمجالات
ولهذه الظاهرة جوانب عدة، أهمها: المخيلة، والموهبة والإلهام.
والمخيلة،أو ما يقصد بها الخيال، وهي عن نشاط خلاق يتيح للفنان من خلاله أن يعقل الواقع وأشكاله، ويسجل في مخزونه الذهني ومن خلال ذاكرته البصرية والسمعية، الأشكال والألوان المتنوعة ويفصل بين تصوراته الشخصية والواقعية، كما يتوجب عليه الغوص، في مخزون حياته، ليبني عمله الفني من وعلى الأشكال والأصوات الواقعية. وبالتالي يتمكن الفنان بدوره وبالمقام الأول، التعبير عن حقيقة الواقع وعقلانية الموضوع المختار من قبله.
وحيث ينبغي على الفنان العمل والتفكير بكل جوانب العمل الإبداعي وتأمله مراراً ومراراً، مستفيداً من علمه ومشاعره وتجارب حياته، ولكن تبقى هناك نقطة مهمة جداً للمبدع، لا يكفي كم من السنوات عاشها، بل كيف عاش هذه السنوات؟ وكم من التجارب مرت عليه؟ هل عانى في حياته؟ وكيف استطاع التفاعل مع الناس من حوله؟
لكل فنان قاموس مفردات يختلف عن باقي الفنانين، والقاموس ليس عبارة عن كلمات فقط.. بل أشكال وأصوات وتجارب حياتية غنية بالمشاعر والمواقف المتنوعة والتي عاشها بكل إحساسه. ومع قاموسه الغني هذا يكون خياله الإبداعي مستوحىً من الواقع، لا من تخيلات لا جدوى منها لأي عمل فني مبدع.