منادمة في وتريات النواب..

منادمة في وتريات النواب..

«في تلك الساعة، حيث تكون الأشياء هي الشبق المطلق» يلين قلب المريد، وينجلي حال الشظف لتلتمع في القلب بوارق الإشراق حتى ليستقر المقام ولتكون الاستنارة.. يسمو بالمريد شطحٌ صوفيٌ شفيف « رغم بنفسجة الحزن»، وربما بها فقط يسمو «في تلك الساعة حيث تكون الأشياء بكاءً مطلق»، فذلكم عصرٌ للأحلام والهزائم، العصر الذي أجاد مظفر بكاءه لينقل نسغ الحلم صافياً لأجيال لاحقة ستذوق طعم النصر ولا ريب..

«في تلك الساعة من شهوات الليل/ وعصافير الشوك تفلي الأنثى بحنين/ صنعتني أمي من عسل الليل بأزهار التين/ تركتني فوق تراب البستان الدافئ/ يحرسني حجر أخضر/ وحلمت هناك بسكين../ وتحرك في شفتي سحاق السكر/ أين تركت نداماك حبيبي؟»   

شعر النّواب، خروج مدروس على أسرار المتصوفة، وخروج منها، فالذي «لا ينحكي ولا ينقال» عند المتصوفة، مبسوط في كلماته وأنينه وغضبه. ومظفر، نفسه، خروج على معايير «النخبة» والتزامٌ مخلصٌ بسراط المعركة مع «الأغيار» أرباب السلطة والمال..

«لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر/ فالجوع أبو الكفار../ مولاي!!/ أنا في صف الجوع الكافر/ ما دام الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار»

ومظفر فجٌ ومباشرٌ لأن الحقيقة كذلك، ولأنه كما الفقراء، مالحون ومباشرون..لا يعير لقواعد الشعر وأسلوبه اعتباراً حين تضج على لسانه الشتيمة.. «إحدى صحف الإمبريالية/ قد نشرت عرض سفير عربي/ يتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات»، ومظفر شفيف رقيق لأن الحقيقة أيضاً كذلك، ولأن الفقراء كذلك..« في تلك الساعة حيث تكون الرغبة/ فحل حمام/ في جبل مهجور/ وأضم جناحي الناريين على تلك الأحجية السرية/ وأريج التفاح الوحشي/ يعض كذئب ممتلئ باللذة../ كنت أجوب الحزن البشري الأعمى»..

لعل وقته الباقي يتسع، ولعل الحزن يطوى، ولعل النخل المعمر في قلبه يستمر كذلك، ولعل طير البرق.. يعجّل..  

« يا طير البرق تأخرت/ فإني أوشك أن أغلق باب العمر ورائي/ أوشك أن أخلع من وسخ الأيام حذائي/ يا للوحشة!!»..   

آخر تعديل على الأربعاء, 02 نيسان/أبريل 2014 17:51