الحرية لـ«مولانا» جلال الدين الرومي..!
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف ساخرة ومتندرة على نائب كويتي طالب بمنع دخول الفيلسوف والمتصوف جلال الدين الرومي إلى الكويت، حيث طالب النائب محمد الجبري الحكومة بمنع إقامة ندوة فكرية حول الفيلسوف المتوفي منذ 740 سنة لمعارضتها العقيدة الإسلامية..!!
وقال النائب الكويتي «طالبت بإلغاء الأمسية التي تروج لأفكاره التي تضرب صميم العقيدة الإسلامية وهذا من واجبي». كما شكر الجبري كل من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والإعلام على وقفهم للأمسية عن جلال الدين الرومي، قائلاً «سنستمر بمشيئة الله في محاربة الأفكار الدخيلة على مجتمعنا الكويتي والمخالفة لدينا وتقاليدنا وأعرافنا الكويتية».
وكان الجبري خلال المؤتمر الصحفي بمجلس الأمة اعترض على ندوة مقررة لها أن تعقد في الكويت بتاريخ 26 كانون الثاني الجاري تتحدث عن جلال الدين الرومي مخصصة للنساء.
وقال النائب الكويتي «لقد تحدثت مع وزير الإعلام بضرورة منع هذه المهرجانات التي تعلم الرقص وقلة الحياء، كما كلمت وزير الأوقاف بهذا الخصوص، وطالبت وزير الداخلية بمنع المهرجانات التي تخالف ديننا وتعاليمه».
وأشار إلى أن الدعوة التي وزعت للندوة المقررة، أشارت إلى جلال الدين الرومي ووصفته بـ«مولانا»، حيث قال الجبري «إن الله مولانا، وليس جلال الدين الرومي».
وسرعان ما انتشرت مداخلة النائب الكويتي على الإنترنت عبر مقطع فيديو تفاعل معه المدوّنون الكويتيون بسخرية لاذعة. حتى إنّهم كانوا ينوون تعميم صورة جلال الدين الرومي في المنافذ والمطارات لمنعه من دخول البلاد، مطالبين بالسماح بإقامة أمسيات شعرية لعنترة والمتنبي وأبو نواس في مهرجان «هلا فبراير» الكويتي!!.
وأشعل الخبر محرك البحث «غوغل» في الكويت، وراح الجميع يبحث عن سيرة الرومي، مطالبين له بـ«الحرية».
وأججت مداخلة الجبري ساحة النقاش على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أيضاً، فشن العديد من النشطاء هجوماً على الجبري متهمين إياه بعدم معرفته بشخصيات كان لها أثر كبير في التاريخ الإسلامي. وطالبوا بضرورة تمتع النائب بالبرلمان الكويتي على قدر ما على الأقل من الثقافة والمعرفة. كما أنشئت حسابات ساخرة للتعليق والدفاع عن جلال الدين وغرّد أحدهم مستهزئاً: «تم تحويل جلال الدين الرومي إلي مكتب أمن الدولة في مطار الكويت، ولم يسمح له بالدخول بعد تهديد وتصعيد النائب محمد الجبري..!!».
كما تسبب تصريح النائب في ضجة كبيرة في البرلمان الكويتي. وطالب نواب بمساءلة وزير الإعلام الكويتي، كما طالب نواب تيار التحالف بعدم الانصياع لرأي النائب لأنه يعد مخالفاً للدستور ولحرية الرأي، مؤكدين أن الإيقاف هنا ليس تقييداً لحرية المتكلم فقط وإنما المستمع أيضاً، وأضاف أحدهم «مستعدون لاستضافة أدباء وسياسيين وكُتاب لعمل أمسية توضح ما لجلال الدين الرومي وما عليه، فهو اجتهد ورحل ومن حقك أن تنتقده أو لا تستمع لندوة عنه، أما أن تمنع أحداً من أن يناقش أعماله فهذا لا يجوز».
وجلال الدين الرومي هو شاعر وفقيه وصوفي فارسي مسلم، ولد في بلاد فارس وآسيا الوسطى ثم انتقل إلي الأناضول حيث عاش بقية حياته في قونية في عهد دولة السلاجقة الأتراك، تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية تأثيراً واسعاً في العالم بشكل عام وعلى ثقافات شعوب المنطقة ومنها العربية والفارسية والأردية والبنغالية والتركية.
وترجمت بعض أعماله حديثاً إلى كثير من لغات العالم ولاقت صدى واسعاً جداً إذ وصفته البي بي سي سنة 2007 بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.
وكانت مجلة العربي التي تصدرها وزارة الإعلام في الكويت، كانت قد نشرت ملفاً عن جلال الدين الرومي في ذكري مرور 800 عام مولده.