بالزاوية : الأرض لنا.. وأنت أخي!
ما الذي يمكن أن يقوله الأخ السوري «المعارض» لأخيه السوري «الموالي» في مثل هذه الظروف؟ ولا معنى هنا لوضع الأخ «المعارض» في بداية السؤال فقد أورد بحسب الترتيب «الأبجدي» ويمكن استبداله بأخيه «الموالي» دون أية مشكلة، لأن المهم في السؤال أن يبدأ الكلام الحقيقي، كلام من القلب كما يقول الناس!
عموماً يبدو أن الأخوين قد «تبهدلا» أيما «بهدلة»، وهما في أضنك عيش مذ ولادتهما الميمونة، يلعنان في السر والعلن تلك الحال التي وصلنا إليها جميعاً، ربما مع اختلافات بسيطة في التوقيت..!! لم تعد إبداعات العقول المتشددة ولا حتى مفرغاتها وغازاتها الكريهة مقنعة لأحد حتى عند منتجيها الأصليين! وربما وحدها لغة الجسد العصبية بقيت على تشنجها وباتت أشبه بتقليد لممثل فاشل لم يحب يوماً ذلك الدور السمج المفروض أو الموكل إليه، فيما عيناه تفضحانه عند أي التفات أو نظرة!
تعب الأخَوان أخيراً، لقد عافت نفساهما منذ زمن ذاك السجال الممجوج وتلك الأسئلة الشيطانية من نوع: هل ما يجري مؤامرة؟ هل أنت موال أم معارض؟ أو: كيف بدأت القصة؟ ومن يتحمل مسؤولية ما جرى؟ بهتت الأجوبة وفقدت الكثير من ذلك التأثير الغرائزي والكفيل بإثارة عاصفة من ردود الأفعال المجنونة، وبات المشهد اليوم مغرقاً في القسوة والعبثية بين مأساة وملهاة، ومدهشاً في التطابق بين آلام الأخوين على ضفتين توحدتا بالدم! بينما لا يزال هناك من هو مصر على التقسيم الرديء ذاته والمدمر بين «....و....» مما يمكن تطبيقه على الإسطوانة المشروخة ذاتها: معارض موالي .
سيكون من الطبيعي والمفهوم أن يحاول (البعض) من الخارج والداخل إرجاع السوريين إلى «المربع الأول»، لكن ما لن يكون طبيعياً أبداً أن يسقط السوريون في المصيدة ذاتها، ويعودون للإنصات إلى إسطوانات التفتيت والموت. السوريون اليوم محكومون بالحوار أكثر من أي وقت مضى، هل تتذكرون أغنية فيروز: الأرض لنا وأنت أخي! لماذا إذا تخاصمني؟