شاعر الشعب «بوشكين»
يعتبر يوم السادس من حزيران يوم سطوع شمس الشعر الروسي، المتمثل بميلاد شاعر الماضي والحاضر ألكسندر بوشكين(1799-1837(وتقام بمناسبة ذكرى مرور 214 عاماً على ميلاده الاحتفالات والندوات وتقدم البرامج التلفزيونية عنه وتفرد الصحف المقالات والريبورتاجات للحديث عنه.
ويعتبر بوشكين مدرسة كاملة حددت مسار تطور اللغة الروسية الفصحى والأدب الروسي، وسميت فترة إنتاجه بالعصر الذهبي للشعر الروسي، وكان بوشكين بإنتاجه الشعري يعبر عن انحلال وسطه، ويطالب بحرية الشعب، بوصفه المرجع الأول والأخير للسلطة، وكان أول من دعا إلى الحد من سيادة النبلاء في روسيا، وكان ناقماً على مجتمعه مطالبًا بتقييد الحكم القيصري وإعلاء شأن النظام الديمقراطي بين الناس.
ورحل بوشكين في ريعان شبابه وهو لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من العمر إثر إصابته بطلقة في مبارزة.
وقال الكاتب نيقولاي غوغول صديق الشاعر عنه «إن بوشكين ظاهرة غير عادية، بل ربما إنها الظاهرة الوحيدة التي تجسد الروح الروسية». أما الكاتب إيفان تورجينيف فقد نسب إلى بوشكين الفضل في كونه قد صاغ اللغة الأدبية الروسية فأصبحت باعتراف حتى اللغويين الأجانب أول لغة بعد اليونانية القديمة من حيث الثراء والقوة والمنطق والجمال، وجسد بأعماله تلاوين الحياة الروسية ، وبفضله أصبحت اللغة الروسية «جبارة». بينما أكد الفيلسوف نيقولاي تشيرنيشيفسكي أن بوشكين كان أول من أدخل في الأدب الروسي العنصر الوطني وأعاد الى اللغة كرامتها. أما الكاتب فيودور دوستويفسكي فقال إنه لو لم يوجد بوشكين لما ظهرت لاحقاً المواهب المعروفة في الأدب الروسي وأطلق عليه بحق تسمية «شاعر الشعب».
ونشأ في كنف أسرة من النبلاء كانت تعيش حياة الترف. وكان والده شاعراً بارزاً.
وأعجب بوشكين بالشاعر الانكليزي بايرون وتأثر به بالإضافة إلى الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو في التطلع إلى الحرية والعدالة الاجتماعية، وهو ما ظهر جلياً في رواياته الشعرية والنثرية الرائعة مثل روسلان ولودميلا، وبوريس غودونوف، ونافورة بختشيسراي، وابنة الآمر وغيرها. وقد جذب بوشكين اهتمام القارئ العربي بصورة خاصة ليس برواياته التي لم يترجم أكثرها حتى الآن بسبب صعوبة ذلك ، بل لقصائده الإسلامية المعروفة بـ« محاكاة قرآنية». وقد نظمها بعد أن استمع إلى تلاوة القرآن الكريم خلال وجوده منفياً في القوقاز والقرم.
مهرجان أشعار «بوشكين في بريطانيا»..
ويستعد منظمو مهرجان «بوشكين في بريطانيا» لاستقبال شعراء وأدباء ناطقين بالروسية من 13 دولة للاشتراك بالدورة الحادية عشرة منه المنطلقة في السادس من شهر حزيران ، وتتمثل فعاليات المهرجان في النزال الأدبي على لقب ملك الشعراء الروس في الخارج.
وسيحظى الفائزون بمختلف التحديات الأدبية بمكافآت مالية إضافة لنشر كتاب من مؤلفاتهم.