رحيل الفيتوري عاشق إفريقيا...

رحيل الفيتوري عاشق إفريقيا...

توفي الشاعر السوداني المقيم بالمغرب محمد الفيتوري، مساء الجمعة 24 نيسان، بأحد مستشفيات الرباط عن 79 عاما بعد معاناة مع المرض.

الفيتوري شاعر إفريقيا الكبير الذى وهب نفسه وشعره لها، لم يخضع يوما لبلد واحد، حتى تقديمه في الأمسيات الشعرية كان محيرا، فهو السوداني المصري الليبي، ولد لأب سوداني من أصول ليبية وعاش في إسكندرية مصر والتحق بكلية دار العلوم بالقاهرة، طرده جعفر النميري من السودان 1974 وأسقط عنه الجنسية، وفى ليبيا تم منحه جواز سفر ليبي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي، فأقام بالمغرب وفى عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي، كل شعوب هذه البلدان تحبه وكل أنظمتها المستبدة تكرهه، كم دولة أسقطت جنسيتها عنها وتركته في ظن منها أنها ستكون نهايته، لكن لكونه "ابن أفريقيا" لم يجزع أبدا.. وكان يواصل الشعر والحياة.

ولعل أهم ما يميز شاعراً كبيراً كالفيتوري أن قارئه لا يستطيع أن يفرق في شعره بين ما هو شخصي وقومي أو بين ما هو شخصي وعام، فهو يمزج دائما بين الاثنين، لأنهما ممتزجان بالفعل في شخصيته، وللشاعر الكبير ضمن إنتاجه 4 مسرحيات منها اثنتان مكتوبتان نثراً هما: يوسف بن تاشفين، والشاعر واللعبة، ومسرحيتان شعريتان هما: أحزان أفريقيا (سولارا) وثورة عمر المختار، إضافة إلى 12 ديوان شعر نشرت في ثلاث مجموعات شعرية: الأولى والثانية في لبنان، والثالثة في القاهرة.

وقد حصل الفيتوري على عدد من الأوسمة والجوائز منها وسام الفاتح العظيم من الدرجة الأولى من ليبيا ووسام التقدير الأدبي من العراق والوسام الذهبي للعلوم والآداب من السودان وجائزة كفافيس للشعر العربي.

 

آخر تعديل على السبت, 25 نيسان/أبريل 2015 12:29