أوّله حارة الفدائية، وأخره مقبرتي الشهداء الأولى والثانية
علي بدوان علي بدوان

أوّله حارة الفدائية، وأخره مقبرتي الشهداء الأولى والثانية

مخيم اليرموك، أوّله حارة الفدائية، وأخره مقبرتي الشهداء الأولى والثانية، أوّل الرصاص، أوّل الشهداء، أوّل هزيع المقاومة في الحركة الوطنية الفلسطينية المُعاصرة، يَدفَع الآن الأثمان الباهظة لدوره التاريخي في مسار العمل الوطني الفلسطيني، من دَمِ ولحم أبنائه، حيث الموت المُعلن والمكشوف، الموت بالقتل المُباشر، والموت مَرضاً، وجوعاً، وعطشاً، في ظل الفاقة، والاغتصاب الذي حوّل مخيم اليرموك وأهله الى منطقة مُختَطفةمخيم اليرموك، أوّله حارة الفدائية، وأخره مقبرتي الشهداء الأولى والثانية، توصيف دقيق ومُختصر. 

حارة الفدائية تَمتَدُ من مدخل اليرموك الرئيسي من شارع اليرموك، باتجاه ساحة الريجي، بشارعين رئيسيين : شارع الشهيد علي الخربوش، وشارع الشهيد مفلح السالم وتفرعاتهما. حارة الفدائية حتى ساحة الريجي، هي اللبنة الأولى من لبنات ومداميك مخيم اليرموك منذ صيف العام 1954، عندما قام مخيم اليرموك، ليصبح بعد حين قلعة من قلاع المقاومة الفلسطينية في الشتات، عاصمة الدياسبورا واللجوء الفلسطيني، أول الرصاص واول الشهداء في مسيرة الجلجلة الفلسطينية على دروب العودة لفلسطين. كانت والدتي، واحدة من عامة المواطنين الفلسطينيين التي استلمت قطعة الأرض المخصصة لنا والمقدمة من الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب بواقع نمرتين. فكانت أول سيدة فلسطينية تستلم قطعة الأرض في مخيم اليرموك صيف العام 1954، ليُشَادُ فوقها منزلنا اليرموكي، الذي رأت عيناي نور الحياة ومولدي في غرفة متواضعة به في حارة الفدائية. حارة الفدائية، وقد دُعيت كذلك، لأن القوافل الأولى من الشهداء بدأت منها، ولأن أول شهيدين في مثوى شهداء فلسطين في اليرموك كانا من تلك الحارة من مرتبات الكتيبة الفدائية الفلسطينية في الجيش العربي السوري (الكتيبة 68) : الشهيد مفلح السالم، والشهيد علي الخربوش. اللذان استشهدا في الجليل شمال فلسطين المحتلة، وتبع ذلك القوافل المُتتالية من الشهداء. ونشير هنا بان أعداداً جديدة من أبناء حارة الفدائية استشهدوا ايضاً في محنة اليرموك الأخيرة، وقد وصلت أعداهم نحو (30) شهيداً. أصابَت مِحنة مخيم اليرموك حارة الفدائية أكثر من غيرها من مناطق مخيم اليرموك، حيث بات الدمار الشامل يَعِمُ الحارة، في مشهد مأساوي لم يشفع لتلك الحارة ومواطنيها السوريين والفلسطينيين على حدٍ سواء انهم كانوا من بدأ مشوار إعمار اليرموك، ومن ساهموا في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ بواكيرها الأولى. ومن يتابع الصور المتكررة للمشاهد المأساوية في اليرموك، يلحظ بأن صور حارة الفدائية، وبناية أسرتي قد نالت القسط الوافر من تلك الصور، بما فيها الصورة الكبرى التي نشرتها وكالة الأونروا في عدة ساحات كبرى من مدن العالم قبل عامٍ تقريباً، وقد ظهرت خلالها الحشود البشرية للناس في اليرموك، وبناية أسرتنا المدمرة. إن عائلات حارة الفدائية من اللاجئين الفلسطينيين، تنتمي لمناطق مُختلفة من فلسطين، وهي العائلات التالية، وأغلبها من مناطق الجليل والساحل الشمالي لفلسطين : أبو حسان (طيرة حيفا)، حجير (طيرة حيفا)، ملحم (صفورية الناصرة)، الحناوي (عكا)، عباس (كفر كنّا الناصرة)، شحرور (علما صفد)، ياسين (صفورية الناصرة)، قادرية (شفاعمرو حيفا)، الكبرا (صفد)، القاضي (صفد)، غنيم (صفد)، بحطيطي (الناصرة)، العاشق (عكا)، مولانا (عكا)، مرعي (عكا)، الحلبي (عكا)، ديبة (عكا)، حبيشي (أبو سنان عكا)، نجم ومحمد (صفورية الناصرة)، شنّار (حيفا)، الحاج (حيفا)، بدوان (حيفا)، رحمه (طبريا)، سمور (طبريا)، العاصي (لوبية طبريا)، أبوراشد (طيرة حيفا)، يعقوب (طيرة حيفا)، الدسوقي (الطنطورة حيفا)، العلماني (ترشيحا)، جاموس (الطنطورة حيفا)، الخربوش (عرابة البطوف)، قنديل (الطنطورة حيفا)، الشرقاوي (عكا)، عيسى (عيلوط الناصرة)، أبو عون (لوبية طبريا)، جودة وصمادي وخليل (لوبية طبريا)، الحسين (عين غزال حيفا)، الفوط (ترشيحا عكا)، حيفاوي (صفد)، أبو حميدة (ترشيحا عكا)، شناعة (نمرين طبريا)، رستم (صفد)، عزام (كفر مندا الناصرة)، العايدي وكيلاني (لوبية طبريا)، عنبتاوي (عنبتا طولكرم)، عبد الله (الصرفند حيفا)، تيّم (الشجرة طبريا)، كَلَش (عين غزال حيفا)، سليمان (صفورية الناصرة)، الأسود (حيفا)، حميد (دلاتا صفد)، الهندي والشلن (الطنطورة حيفا)، بياعه (عكا)، الناجي (طيرة حيفا)، اللداوي (اللد)، جمعة (صفد)، باكير (طبريا)، محسن (لوبية طبريا)، الكوري (صفد)، بيكو (عكا)، إدريس (طيرة حيفا)، السيد (الجاعونة صفد)، السباعي (ترشيحا عكا)، شفاعمري (طبريا)، فارس (الشجرة طبريا)، حجو (لوبية طبريا)، شقره (صفد)، حمد (الصفصاف صفد)، سلِيم (عزون نابلس)، دبش الشركسية (كفركما طبريا)، أبو خميس (المجيدل الناصرة)، حماده (حيفا)، علوش (يافا)، سردار (يافا)، أبو زيتون (حيفا)، خطاب (عين الزيتون صفد)، صبحية (ترشيحا عكا)، السبع (ترشيحا عكا)، الطايش (عكا)، المصري (الطنطورة حيفا)، حميدي (صفد)، ... والعائلات السورية في حارة الفدائية، واغلبها دمشقية من حي الميدان، منها عائلات : الشامي، برزاوي، السيوفي، العقّاد، سميحة، نعّوم، الحاج علي (الساعاتي)، جمعة، الكّل، الحكيم، البسطاطي، حوارنه، المصري، صلاحي، الفحل، السكلاوي، العمري، موسى، اللبني، القواريط.. ... هنا، نستذكر كوكبة من شهداء الحارة الأولى لمخيم اليرموك، حارة الفدائية وحتى ساحة الريجي، من عموم القوى والفصائل : سبع السباعي، علي الخربوش، مفلح السالم، لطفي قادرية، يوسف عوض (ابو فالح)، حسين شحرور، عبد الوهاب الساعاتي، الرائد عمر جربوني، محمد خير فارس، عماد الدين الدسوقي، مفلح ياسين، أحمد ياسين (أبو غسان)، بسام العاصي، حماده السيد، بشير الكبرا، معاوية شنار، احمد القاضي، وسام القاضي، ابراهيم سمور، إحسان عباس، عبد الرحمن جودة، ياسر جودة، ايمن جودة، محمد صلاحي الأصبحي، عماد السبع، خليل صبح، عبد الناصر الناجي، العميد الركن نمر محمد الحسين (ابو عاصف)، محمود درويش، بسام عطية، باسل وحيد ابو عون، فايز ابو عون، مصطفى عبد العزيز حجو، ابو راشد، جهاد حميدي، محمد الكبرا، خالد الأسود، أبو أيمن شقره، ياسر منصور، باسل القوصي، محمد العلماني، أيمن الصباغ، أحمد سامي شقره