المركز الثقافي في جرابلس بين «داعش» وقوات التحالف

المركز الثقافي في جرابلس بين «داعش» وقوات التحالف

 

قام طيران «التحالف» الأمريكي باستهداف مبنى المركز الثقافي العربي في جرابلس (110 كم شمالي شرق حلب) وتسويته بالأرض. ثلاث غارات استهدفت المقر الرئيس لـ«داعش» و«المربع الأمني» في المدينة التي بقيت بمنأى عن الغارات طيلة الشهور الثلاثة الماضية.

الضربة التي استهدفت المركز، كانت قبيل توجه رتل من عناصر «داعش» للقتال في عين العرب التي تبعد نحو أربعين كيلومتراً إلى الشرق.

وتمثل هذه الضربة نهاية مأساوية لأهم الصروح الحضارية في البلدة الفراتية النائية، القائمة على أنقاض «قرقميش»، حاضرة إحدى الممالك الآرامية.
من الجدير بالذكر أن  موظفي المركز غادروا مكاتبهم مع اقتحام المسلحين للمدينة في تموز 2012،  بعد محاصرة عناصر الشرطة والأمن في مبنى مديرية المنطقة. وبعد ساعات كان العشرات منهم ينهبون محتويات المركز، حسب ما أوردته وسائل الإعلام حينها. 
تحولت كواليس مسرح المركز الثقافي إلى غرفة تحقيق مع المخطوفين والمعتقلين. وبعد سيطرة «داعش» على جرابلس طلي المقر بالأسود، ولم يعد لفرقة الكورال مقر وسط انتشار ثقافة التكفير. وبث التكفيريون  دعايتهم في الأحياء لإقناع الأهالي بحرمة الغناء ولاستتابة من بقي في المدينة من أعضاء الفرقة.
وقد كان للمركز بعض الأنشطة الأخيرة: «ثلاثة أيام احتفالية للأطفال، وفرقة موسيقية، وورش رسم وفنون تشكيلية عرض مسرحي لفرقة أطفال المدينة».
ويذكر أن أسماء لامعة في الشعر والأدب والفن استقبلها المركز لتحاور جمهور المدينة من مختلف الطيف الفكري والسياسي.