شعراء سركون الشاعر مترجِماً
منذ عرفتُ الفقيد العزيز سركون بولص، كان حديث الترجمة، إلى حديث الشعر ومسائل أخرى جمّة، دائماً بيننا. كان يتكلّم عن الترجمة بشغف بالغ، ويطنب في الحديث عن ترجمات قام بها وعادت له بمتعة بالغة، وترجمات أخرى أكثر امتداداً وسعة كان يتوق للقيام بها، وأنا على يقين من أنّه كان سيكملها لو امتدّ به العمر ولو لم يخترم المرض القاسي حياته بهذه السرعة.
دليلي على هذا أنّه أكمل قبل وفاته بفترة ترجمته لـ «نبيّ» جبران التي بقي مشروعها يداعب خاطره أعواماً مديدة. وبقدر ما كان شغوفاً بالترجمة، كان يتابع النشاط الترجميّ في العربية، وكثيراً ما كان يتقدّم بملاحظات نقديّة نافذة عن أخطاء وركاكات قابلها في ترجمات عن الإنكليزية عديدة، يأتيك عليها، من ذاكرته، بأمثلة دالّة وتحاليل فذّة.
إلى هذا، ترجم هو نفسه قصائد متفرّقة لشعراء عديدين، بيد أنّ أربعة شعراء بريطانيّين وأميركان كانوا يتمتّعون عنده بمنزلة عالية، وكان شديد التعلّق بترجمات موسّعة لأشعارهم قام بأغلبها في أوّل شبابه وفي بدايات تفتّحه الشعريّ. هؤلاء الشعراء هم البريطانيّ (الأميركيّ لاحقاً) و. هـ. أودن، والبريطانيّ تيد هيوز، والأميركيّان و. س. ميروين وألن غينسبرغ. وعلى اعتزازه بهذه الترجمات، كان يتمنّع أمام نشرها ويُحجم عن إظهارها إلى النور، تمنّعاً علّله مراراً بأسباب مختلفة منها كونه وضع أغلب هذه الترجمات، كما أسلفت، في عهد مبكّر، وأنّه كان ينتظر التفرّغ لمراجعتها وتهذيب صياغتها. ومنها أنّه كان إنّما يترجم لنفسه، لتطرية عبارته كما يقول، بالتدرّب على معالجة أساليب كبار الشعراء، وأنّه كان يكفيه أن يقرأها، أي الترجمات، على أصدقائه. هكذا كان جان دمّو وآخرون من أصدقاء الشاعر في فتوّته أوّل من قرأوا هذه الترجمات أو استمعوا إليها في أصائل كركوك تلك التي أسبغ عليها سركون وباقي شعراء المدينة وناثريها صفة شبه أسطورية لما فيها من عنفوان ثقافيّ ووئام اجتماعيّ يفتقر إليه عراق اليوم افتقاراً مريعاً.
تمنُّع سركون هذا أمام نشر ترجماته لشعرائه الأثيرين لمستُه أنا شخصيّاً، وتمكّنت بإلحاح الصديق من تذليله، عندما رجوته أن يسلّمني ترجمته لقصيدة ألن غينسبرغ الكبرى والشهيرة «عواء»، بعدما قرأها عليّ، لتُنشَر في مجلّة «الكرمل». أخذتُها منه وأرسلتها للطبع انطلاقاً من نسخة بخطّ يده أعدتُها لاحقاً إليه ليجري على الترجمة، بطلب منه، تنقيحات أخيرة وليضيف إليها بعض الحواشي، وهو ما قام به خير قيام. ومن صورة مخطوطته تلك، التي احتفظت بها، يمكن الوقوف على كتابة سركون الأنيقة وعلى تنقيحاته المتوالية للكلمات، تتراكب في فضاء الورقة بلا فوضى، وتتزاحم بلا اضطراب.
من هنا كان جميلاً أن تصدر ترجماته للشعراء الأربعة هؤلاء، بعد وفاته، في أربعة كتب في «منشورات الجمل». قراءة ثلاثة من هذه الكتب، أي ترجماته لأشعار أودن وميروين وغينسبرغ، تكشف عن أنّها جاءت سليمة من حيث الطباعة والترتيب بما يوحي بأنّ الراحل العزيز تمكّن من الاشتغال عليها قبيل وفاته. وهو ما لا نجده للأسف (ولي إلى هذا عودة في آخر هذه المقالة) في الكتيّب المتضمّن ترجمته لقصائد مختارة لتيد هيوز.
أودن وميروين، أو البساطة أنموذجاً
لن يسمح ضيق المجال بالتقدّم هنا بقراءة موسّعة لهذه الترجمات، وما أودّ قوله ينحصر في بضع نقاط. لدى قراءة ترجمة سركون بولص لـ«قصائد مختارة» للشاعر و. هـ. أودن، تلاحظ على الفور هذا المزيج الخلّاق من المتانة والبساطة الذي به ضمنَ الشاعر المترجِم لهذه القصائد حضوراً كثيفاً في لغة الضادّ. في ترجمات عديدة يقوم بها آخرون تتحوّل هذه البساطة إلى ابتذال حتّى ليعجب القارئ العجول من هالة الأسطورة المحيطة بمثل هؤلاء الشعراء. ثمّة صفة لصيقة بالشعر المكتوب بالإنكليزية، أميركيّاً كان أو بريطانيّاً، أو الآتي من ثقافات أخرى ناطقة بلغة شكسبير، تجعله بالغ الاختلاف عن الشعر المكتوب بلغات أخرى كالعربية واللغات اللاتينية. فحيثما يحرص العرب والفرنسيّون والإسبان وسواهم على تكثيف حضور الصورة الشعرية والانفعال الشعريّ، بصورة زائدة عن الحدّ في أحيان كثيرة، يكتب شعراء اللغة الإنكليزية «على البارد» إن جاز القول، ولا يكبحون جماح رغبتهم في التحليل ومساءلة العالَم من جهة، وفي توظيف السرد الشعريّ بما يجرّ إليه ذلك من حضور للغة النثر من جهة أخرى. هذه الإجراءات تتحقّق بدرجة عالية عند أودن، وسركون نفسه كتب في تقديمه له، مقرّباً أسلوب أودن من شعريّة بريشت: «حيث كان شعراء المودرنزم [ باوند وإليوت بخاصّة [ يستعملون الشكل الجديد للحديث عن حتمية التاريخ، تبنّى كلّ من أودن وبريخت أشكالاً تقليدية للحديث عن الحريّة والاختيار. وسّع كلاهما مجال التعبير ليطال محتوى واستشراف التحليل التاريخيّ، والخطبة السياسية، والفلسفة، والنقد الاجتماعيّ والأدبيّ وحتّى لغة الإشاعات.» ثمّة في شعر أودن نصيب وافر من الإدانة والاحتجاج، لا بل حتّى من الحجاج (البرهنة والتعليل)، هو الذي كان متمسّكاً بيساريّته، التي ضحّى من أجلها ـ كما يذكّر به سركون - بفرصته في الفوز بجائزة نوبل للآداب، التي كانت لجنتها يمينية الهوى في تلك الحقبة.
لِضيق المجال، أمثّل على اشتغال سركون هذا في منع البساطة أو شعرية الخطاب من السقوط في فخاح اللغة العاديّة بترجمته قصيدة قصيرة لأودن أوردها هنا بكاملها، هي: «شاهدة على قبر طاغية» Epitaph On A Tyrant:
«الكمال، من نوعٍ ما، كان يسعى إليه
ويسْهل علينا أن نفهم ما لفّقه من الأشعار؛
كان خبيراً بسقطات البشرية كما بظاهر يده
شديد الاهتمام بالجيوش والأساطيل؛
وكان إذا ضحك، قهقه أعضاء مبجّلون في مجلس الشيوخ
ومات الأطفال في الشوارع، إذا بكى».
عندما ترجع إلى النصّ الأصل، تجد أنّ هذه البساطة البليغة في الترجمة لا تعدم أن تكون ثمرة مناورات فنيّة يقوم بها المترجم لتأمين سلاسة إيقاعه وسلامة وصول دلالات الشاعر وتحقيقها أثرها المطلوب. لنقرأ في الأصل البيتين الأخيرين مثلاً:
« When he laughed, respectable senators burst with laughter,
And when he cried the little children died in the streets. »
لو كان سركون أراد اتّباع الترتيب الحرْفيّ لكلمات الشاعر لصاغ ترجمته كما يأتي:
«وكان إذا ضحك، قهقه أعضاء مبجّلون في مجلس الشيوخ
وإذا بكى، مات الأطفال في الشوارع».
بتأخيره عبارة «إذا بكى» إلى نهاية البيت الثاني ـ وهو نهاية القصيدة أو «قفلتها»-، أكسب سركون القصيدة كلّها طواعية موسيقية أكثر وضمنَ لها أثراً أبلغ.
السلاسة مع غموض شعريّ مشعّ، والوضوح على عمق، تجدهما أيضاً في ترجمة سركون لـ«قصائد مختارة» لويليام ستانلي ميروين، المعروف بالصيغة المختصرة لاسمه: و. س. ميروين. والحقّ أنّ لغة هذا الشاعر تكاد تكون لاتينية لفرط ولعه بالصور واحتفال شعره بالعاطفة أو الانفعال، هو الذي كثيراً ما عاقر الشعراء الإسبان والفرنسيّين والبروفنسال قارئاً ومترجماً لا يكلّ. لا يتورّع عن الاحتفال بالأنا، عارضاً امتحانها بلا رثائية زائدة بل بمزيد من الاشتغال على صور مبتكرة. مثال واحد، قصيدته «المنهزم» (وهي هنا بكاملها):
«ما وراء الدهشة، ترتفع أضلاعي من الأرض.
وبعد أن غرقتُ، هبطتِ المياه.
الأفق الذي كنت أسعى إليه يجري خلال عيوني.
لقد بنى عشّه البسيط بين عظامي».
شعريّة غينسبرغ
لعلّ الصنيع الترجميّ يختلف اختلافاً كليّاً في كتاب «عواء وقصائد أخرى» لألن غينسبرغ، الذي جمع ترجمة سركون لقصيدة «عواء» وثلاث قصائد أخرى، بينها الشهيرة «أميركا». كان على المترجم أن يتبع هنا خيارات الشاعر الأسلوبية والموسيقيّة المتنوعّة ليستوعب في لغته كلّ هذا الهدير السمفونيّ الذي حشد غينسبرغ من أجله كاملَ براعته في جمع الغنائية إلى الابتذال المقصود، البيان العالي إلى لغة السّباب، الكلمات اليومية إلى القاموس الجزل، الاستذكار الأليم إلى التحريض الجسور. إنّه مزيج عجيب من الهذيان والصحو به عبّر عن دفقات الجنون والغضب لديه هو نفسه ولدى جيله، ولدى والدته، جنون عصف بأميركا في ستينيّات القرن العشرين ولا تجد له مثيلاً في شعر العقود التالية ولا في أنساقها الحياتيّة. هذا كلّه يسود في «عواء» وفي «أميركا» بخاصّة. تبدأ القصيدة «عواء» برثائيّة معمّمة لجيل بأكمله»: «رأيت أفضل العقول في جيلي وقد دمّرها الجنون، يتضوّرون عراةً ومُهَستَرين/.../ الذين بفقرٍ وفي خِرَقٍ وبعيوٍن مجوَّفةٍ ومسطولينَ جلسوا يدخّنون في الظلام العجائبيّ لشققٍ بلا ماءٍ حارّ تطفو في أعلى المدن يتأمّلون في الجاز...» ثمّ يصعّد الشاعر سخريته النقديّة مخاطباً مولوخ، إله المال عند العبرانيّين، وإله أميركا الجديد: «مولوخ عزلة؛ قذارة؛ بشاعة! براميل زبالة ودولاراتٌ لا تطاوَلُ، أطفالٌ يضرخون تحت الأدراج! أولادٌ يبكون في الجيوش! شيوخٌ في المتنزهات ينتحبون!/ مولوخ! مولوخ! كابوس مولوخ! مولوخ الذي بلا حبّ!/ مولوخ الذهنيّ! مولوخ قاضي البشرية الثقيل!». ثمّ ينعطف بلغة المسارّة إلى أحد اصدقائه أو أعلام جيله: «يا كارل سولمون! أنا معك في روكلاند/ حيث أنت أجنُّ منّي./ أنا معك في روكلاند/ حيث تشعر لا محالةَ بأنّك جدُّ غريب/ أنا معك في روكلاند/ حيث تقلّد طيف أمّي».
تيد هيوز أو الهفوات الأليمة
علامات عديدة تجعلني أرجّح أن يكون رابع هذه الكتب الجميلة جدّاً في المحصّلة، ألا وهو «رسائل عيد الميلاد وقصائد أخرى» لتيد هيوز، من ترجمات سركون في شبابه ولم يقيّض له أن يراجعه. يقيني أنّه لو كان العمر امتدّ به لكان هيّأ بنفسه هذا الكتاب للطبع بتدقيق صارم ولكان هذّب صياغته بأكبر ما يقدر عليه، مثلما فعل في ترجماته لأودن وميروين وغينسبرغ. تعجب أوّلاً من الابتسار في منتخبات سركون من أشعار هيوز. ففي هذا الكتاب الذي يضمّ بأكمله خمساً وسبعين صفحة، تشغل القصائد المختارة من مجموعة هيوز الشعرية المهمّة «رسائل عيد الميلاد» ثلاثاً وثلاثين صفحة، تليها بضع قصائد من مجموعات أخرى. والحال أنّ هذه المجموعة، التي يسبغ عليها سركون في تقديمة صفة «الملحمة»، تقع في ما يقرب من مئتين وخمسين صفحة وتجمع بين دفتيها ثماني وثمانين قصيدة سجّل فيها هيوز شعراً، وعلى مدى عقود عديدة، ذكرياته عن زوجته المنتحرة، الشاعرة الأميركية سيلفيا بلاث، وتأمّلاته حول موتها ويُتم ابنهما وترمّل الشاعر نفسه. ولعلّ صياغة أخرى للعنوان كانت منتظرة من الصديق خالد المعالي، ناشر الكتاب. فمثلما تتقدّم ترجمة سركون لمنتخباته من هذه المجموعة داخل الكتاب تحت عنوان: قصائد من «رسائل عيد الميلاد»، قد يُستحسن أن يكون عنوان الكتاب كلّه، على سبيل التمثيل: قصائد مختارة من «رسائل عيد الميلاد» ومن مجموعات أخرى.
الكتب الأربعة خصّها الصديق سنان أنطون بجهد محمود وصبور، إذ أثبت عناوين قصائدها بالإنكليزية وأشار إلى مصادرها بلغتها الأصليّة. لكن حصلت في هذه المجموعة إشكالات طباعية مؤسفة لا تقلّل من جمال هذه المبادرة في جمع ترجمات الشاعر، ولكن ينبغي تداركها في المستقبل. في الصفحة 36، بخاصّة. كان ينبغي أن تنتهي ترجمة قصيدة هيوز «الطلقة»، التي يخاطب فيها زوجته الراحلة، بالبيتين: «أنا تدبّرت/ خصلةً من شعرك وحسب، خاتمك، ساعتك، قميص نومك». بيد أنّها لا تنتهي بهما في هذه الطبعة، بل تعقبهما أبيات تتوالى على مجرى أربع صفحات إضافية، بدءاً بالقول: «كان اللّه في عون الذئب الذي لا تنبح عليه الكلاب». فاجأتني النقلة الشعرية المفاجئة، وإن بقيت الزوجة الشاعرة هي المخاطَبة، فرجعتُ إلى العمل الأصل فوجدت أنّ العبارة الأخيرة ليست بيت شعر بل هي عنوان قصيدة أخرى للشاعر. وبالتالي فهذه العبارة وعشرات الأبيات التي تليها هي في الحقيقة قصيدة أخرى لهيوز صهرَها التباس مطبعيّ في القصيدة السابقة الحاملة عنوان «الطلقة».
لا تنتهي الإشكالات عند هذا الحدّ في الصفحة المنكوبة هذه. فإنّ خطأ مطبعيّاً، مجرّد حرف «نون» زائد، جعل فهم النهاية الحقيقة للقصيدة عسيراً إن لم أقل متعذّراً. تقرأ في منتصف ص 36:
«في مكانين كان الساحر المناسب/ سيتلقّاك في يديه العاريتين وأنت طائرة/ ويقلّبك/ مبتردةً، من يدٍ إلى أخرى/ بلا إله، سعيدة، مطمئنةً. // أنا تدبّرت/ خصلةً من شعرك وحسب، خاتمك، ساعتك، قميص نومك».
في الحقيقة ينبغي أن نقرأ: «في مكاني، كان الساحر...» ولكن حتّى لو لم تقع هذه الهفوة الطباعية، يبدو لي أنّ سركون، لو كان قيّض له إعادة الاشتغال على ترجمته، لكان زادها وضوحاً ووهجاً. لن أضع نفسي في مكانه، ولن أقترح بديلاً لترجمته للأبيات، بل سأكتفي بتقديم الأصل الإنكليزي لخاتمة قصيدة «الطلقة» The Shot هذه، وأغامر بشرح ما ذهب إليه الشاعر:
« In my position, the right witchdoctor/ Might have caught you in flight with his bare hands,/ Tossed you, cooling, one hand to the other,/ Godless, happy, quieted. // I managed / A wisp of your hair, your ring, your watch, your nightgown. »
ما يرمي إليه الشاعر مخاطباً زوجته هو التالي: «إنّ ساحراً بارعاً، لو كان في مكاني، لتلقّاك في يديه العاريتين وأنت طائرة وقلّبك مبتردةً، من يدٍ إلى أخرى، سعيدةً، مطمئنةً، ومتحرّرة من اللّـه. أمّا أنا فلم يسعني إلاّ أن أتدبّر خصلةً من شعرك، خاتمك، ساعتك، قميص نومك». ذلك أنّ تعبير Godless، وما كان العزيز سركون في عهد نضجه سينكر ذلك، محمّل هنا بالمعنى، ولا تعبّر عنه صيغة «بلا إله» هذه أوفى تعبير. ما يشير إليه هيوز هنا، وما تفصح عنه كلّ مجموعته، وكذلك سيرتهما المزدوجة هو وزوجته الشاعرة الأميركية سيلفيا بلاث، هو رغبته في أن يراها متحرّرة من ضغط اللّه ومن غواية الإيمان المُلقِيين عليها بكلّ ثقلهما، وهو التحوّل الكيانيّ الذي يقرّ الشاعر بكونه عجز عن تحقيقه أو عن التحفيز عليه. ولقد ذهبت الفرنسيّة سيلفي دوازليه في ترجمتها الكاملة لمجموعة «رسائل عيد الميلاد» هذه إلى حدّ ترجمة التعبير المذكور إلى: «شافية من اللّه» (« guérie de Dieu »).
ليس يمكن المساس بكلمات مترجم لم يعد بيننا، وكان في حياته شديد الولع بالحوار في كلّ الأشياء. أتمنّى بالمقابل على الأصدقاء في منشورات «الجمل» أن يحرصوا في الطبعة القادمة على تخليص هذه الترجمة من هفواتها المطبعية. أحياناً تفرض مطابقة صابرة مع الأصل نفسها لا لتخطئة المترجم الفقيد بل لتصحيح خطأ مطبعيّ جسيم أو اثنين.
المصدر: السفير