بلاغ صادر عن حزب الإرادة الشعبية
تبنى مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً متوازناً حول الأزمة في سورية يعكس توازن القوى الجديد على المستوى الدولي بعد الاستخدام المزدوج للفيتو من جانب روسيا والصين لمرتين متتاليتين في مجلس الأمن، لجما فيه اندفاعة التحالف الأمريكي- الأوروبي الغربي وحلفائه في المنطقة نحو التدخل العسكري المباشر في سورية.
يشير نص البيان إلى «التزام مجلس الأمن بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، والتزامه القوي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
وإذا كنا نؤيد مضمون البيان الصادر عن مجلس الأمن ودعمه لمهمة كوفي عنان في سورية «من أجل الإنهاء الفوري لكل أعمال العنف من أية جهة كانت»، فإن الحديث عن «الشروع في حوار سياسي شامل بين الحكومة وكامل أطياف المعارضة السورية» فيه التباس كبير، ومغالطة واضحة قد تحمل أسباب فشل مهمة كوفي عنان، لأن هناك قسماً كبيراً من مجلس اسطنبول يدعو إلى التدخل العسكري الأجنبي المباشر في سورية، وتؤيده في ذلك دول عربية وإقليمية بعد التراجع الغربي عن ذلك جهاراً، وأوكل التحالف الغربي هذه المهمة لبعض حلفائه في المنطقة.
من هنا فإن الحوار الوطني السياسي الشامل يجب ألا يشمل أية أطراف من المعارضة تستدعي التدخل الخارجي ضد بلدها إلا بعد تراجعها العلني والرسمي عن هذا المطلب المعادي لمصالح الشعب السوري، لأن هذا الأمر يتناقض مع الكرامة الوطنية للشعب السوري، ويعرض وحدة سورية أرضاً وشعباً لأكبر الأخطار، ويطيل الأزمة وسفك الدماء السورية في غير مكانها.
إن الحوار ليس هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة وحيدة للخروج الآمن من الأزمة الوطنية العميقة التي تعصف بالبلاد، ومن يرفضه يتحمل مسؤولية سفك الدم السوري الحالي واللاحق.
دمشق 21/3/2012
رئاسة حزب الإرادة الشعبية