افتتاحية قاسيون 886: اللجنة الدستورية والسيادة الوطنية
«عملية انتقال سياسي بقيادة سورية ويملكها السوريون»، «ويؤكد أن الشعب السوري هو المعني بإقرار مستقبل سورية»، «عملية سياسية بقيادة سورية تُيسرها الأمم المتحدة».
«عملية انتقال سياسي بقيادة سورية ويملكها السوريون»، «ويؤكد أن الشعب السوري هو المعني بإقرار مستقبل سورية»، «عملية سياسية بقيادة سورية تُيسرها الأمم المتحدة».
يعيش المتشددون حالة اطمئنانٍ حيال درجة التدويل التي وصلت إليها المسألة السورية؛ فهم يعلمون، كما يعلم الجميع، أنّ الكباش الدولي، والذي لا يتعلق بسورية فحسب- وإن كانت قد باتت على رأس جدول أعماله- بل وبصياغة جديدة لمجمل العلاقات الدولية، هو كباش لن ينتهي في القريب العاجل، بل سيأخذ عدة سنوات أخرى ليصل إلى نهاياته المنطقية.
عادت إلى الواجهة، مع تقديم دي مستورا استقالته، الطروحات المعادية للقرار 2254؛ سواء تلك التي تأتي من طرف متشددين محسوبين على المعارضة، أو تلك الآتية من متشددين محسوبين على النظام.
يسير اتفاق سوتشي حول المنطقة منزوعة السلاح في إدلب ضمن آجاله الزمنية، ويُعيد الروس تأكيدهم على أن الوضع مؤقت، وإنهاء الإرهاب في إدلب سيتم. فالأمريكيون وبعد S300، وصعوبة فك التوافق الروسي- التركي، لا يعولون كثيراً على العرقلة في إدلب. ويستمرون بتفخيخ الملفات الأخرى على طريق التسوية السياسية للأزمة، ويمكن أن نقرأ سلوك الأمريكيين الحالي بالتالي:
شنّ مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، هجوما لاذعا على مبعوث المنظمة لسوريا ستيفان دي مسيتورا ودعاه لعدم استخدام مجلس الأمن للضغط على الدول الضامنة لوقف النار في سورية.
تتواتر الأحداث في سورية وحولها ضمن اتجاه ثابت، عنوانه الأبرز: السير باتجاه الحل السياسي...
يشكل ميزان القوى الدولي الجديد العنوان الأبرز، والمحرك الأساس لمجمل العمليات الجارية على المستوى الدولي في الظرف الراهن، واذا كان انكار هذه الحقيقة بات نوعاً من الجهل السياسي، فأنه في الوقت نفسه يكلف هؤلاء «الناكرين» اثماناً باهظة، في ظل ترسخ وتثبيت وتعزيز دور القوى الدولية الصاعدة.
أعلنت روسيا أن الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا بشأن التسوية السورية أكدت تمسكها بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ومواصلة مكافحة الإرهاب في البلاد.
شهدت محافظة السويداء اعتداءاً إرهابياً صادماً الأسبوع الماضي، ذهب ضحيته قرابة 234 شهيداً وأكثر من 200 جريح، وبعد الخروج من الصدمة وبعيداً عن التحليلات المعتمدة على الأقاويل... فإن الجريمة التي تصدى لها أهالي المدينة وريفها بتضامن وبسالة، يجب ربط توقيتها بالتسوية في عموم المنطقة الجنوبية، حيث خسر الإرهابيون، ومن خلفهم الكيان الصهيوني احتمالات التصعيد جنوباً. أتت هذه الأحداث كمحاولة يائسة في وجه مسار سيفضي إلى إنهاء وجود داعش في المنطقة، بل وانسحاب القوات الأمريكية من التنف، ولن نبالغ إذا قلنا أنه سيؤدي إلى وضع نهاية للاحتلال الصهيوني للجولان على جدول الاعمال، كحقّ سوريّ مدعوم دولياً في إطار الحل السياسي للأزمة السورية.