مستويات انخفاض الأجر بعد رفعه!
تمّ رفع الحد الأدنى للأجر في سورية ليصبح 72 ألف ليرة ويزيد أقل من 20 ألف ليرة، وهذه الزيادة معروفة الأسباب... وهي ليست أكثر من محاولة يائسة لإعماء العيون عن سياسات الرفع المنظم للأسعار، لتستطيع المالية العامة أن تلحق بسعر الدولار بعد أن أصبح عليها أن تدفع للمستوردين بسعر 3000 ليرة.
وبالمحصلة، فإن الأجر الذي ازداد برقم الليرات السورية، انخفض فعلياً مقابل الأساسيات التي يستطيع شراءها.
فما قيمته مقابل: الخبز، والنقل؟
بمقياس الخبز الأجر انخفض 28%
الحد الأدنى للأجر السوري الذي كان قبل الرفع يقارب 50 ألف ليرة، كان يعادل 500 ربطة خبز قبل رفعها، وأصبح اليوم 72 ألف ليرة يعادل: 360 ربطة. وانخفضت قيمة الأجر الحقيقية بمقياس الخبز بنسبة: 28%.
بمقياس النقل الأجر انخفض 40%
الحد الأدنى للأجر قبل الرفع كان قادراً على تغطية التكاليف الشهرية لنقل أسرة في دمشق والتي كانت تقارب 42 ألف ليرة شهرياً، وفق تقديرات سلة قاسيون، عندما كان سعر المازوت 180 ليرة... وصحيح أن ذاك الأجر كان يجب أن يستهلك بنسبة 85% تقريباً ليغطي تكاليف النقل فقط، ولكن هذا الجنون ازداد جنوناً بعد رفع سعرالمازوت ورفع الأجر. فأصبح أجرالـ72 ألف ليرة يقابله تكاليف نقل: 100 ألف ليرة للأسرة. وانخفض الأجر الحقيقي بمقياس النقل بنسبة: 40% تقريباً.
الحد الأدنى 5% من الضروري
أخيراً، بقياس الحد الأدنى للأجر بالمقياس الذي يجب أن يقاس عليه، وهو: مجمل تكاليف المعيشة، فإن الأجر كان ولا يزال يغطي قرابة 5% فقط من حاجات الأسرة السورية. أمّا الـ 95% الباقية يجب أن يبحث لها المجتمع عن حلول. فمستويات الدخل المتوفرة وطبيعة توزيع الأموال الدائرة في سورية، ومستوى انحياز السياسات و«عدالتها» لا يسمح إلا بهذا المستوى من الدخل للعامل بأجر لقاء ساعات عمله النظامية... والعمل النظامي لم يعد له قيمة فعلية، تحديداً في جهاز الدولة، وقرابة 1,2 مليون عامل مدني وعسكري هناك عليهم أن يبحثوا عن طرق غير نظامية لتحصيل بعض حاجاتهم!
الغذاء يرتفع 40%
شهدت الأشهر الثلاثة الماضية استقراراً نسبياً في الأسعار، مع استقرار في سعر صرف الدولار... ولكن هذا الاستقرار هزّه الرفع الحكومي لأسعار الخبز، والمازوت، والأعلاف، العناصر الثلاثة التي تؤثر على مكونات السلة الغذائية إلى حدٍّ بعيد.
الارتفاع في تكاليف السلة الغذائية بعد الرفع قارب: 40%، خلال أقل من عشرة أيام وأصبحت سلة غذاء أسرة تتطلب: 766 ألف ليرة شهرياً.
أسعار الغذاء تتسابق نحو الارتفاع بين أزمة وأخرى، وفي مطلع العام الحالي عندما كانت الليرة تشهد انهيارات بسعرها مقابل الدولار، ارتفعت تكاليف الغذاء بنسبة 46% بين مطلع العام ونهاية الشهر الثالث منه، عندما استقرت أسعار الدولار عند حدود أعلى من 3000 ليرة مقابل الدولار. وكان هذا الارتفاع نتيجة ارتفاع سعر الدولار سريعاً بنسبة قاربت 20-25% خلال الربع الأول من العام. حيث الدولار يساهم بنسبة 80-85% من تكاليف وتسعير الغذاء وفق تقديرات وزير الاقتصاد.
اليوم، ارتفعت أسعار الغذاء مجدداً نتيجة لرفع الدعم عن: الخبز، ورفع أسعار المازوت، ورفع أسعار الأعلاف، القرارات الأخيرة التي أدت خلال أقل من عشرة أيام إلى ارتفاع تكاليف سلة الغذاء الأساسية بنسبة 40%.
وعملياً، يقارب أثرهذه السياسات الأثر الناجم عن المضاربة وانهيار سعر الليرة خلال الأشهر الثلاثة من العام، وكلتا السياستين: سواء السياسة التي تقول الحكومة إن السوق تقودها والمرتبطة بالدولار، والسياسة التي تقودها الحكومة مباشرة والمتعلقة بأسعار الأساسيات كالخبز والمازوت. كلتاهما لهما أثر تدميري يرفع تكلفة سلة الغذاء الضروري بالنسبة ذاتها.
وبينما أدت المضاربة إلى وصول تكلفة سلة الغذاء في نهاية شهر آذار إلى: 550 ألف ليرة، فإن مضاعفة أسعار الخبز والمازوت ورفع سعر الأعلاف أوصلت تكلفة سلة الغذاء لتصل إلى 766 ألف ليرة
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1027